1
في آخر قريتي بيت مهزوم
في آخر البيت عليّة منخفضة
وفي آخر العلية صندوق
هناك فقط
روح محبوسة منذ قرون
سحرها أحدٌ ما
تعويذتها
التفاتك الشاسعة …تلك
2
صبية الحقل البارد
أنا
أنهضُ لأشعل الشفق
وأسندَ غصناً منحنياً نحو النبع
أنا على أهبة الانتباه
لكي تطلْ
فأهمس في أذن الريح
وأسوقها
لغسل برعمٍ من شوقك اللاهب
3
صامتٌ هو السر
ضجيجه بعيد
الانتصار بك حفلٌ سماوي
على حواف الزمن
اللقاء أخرس
والحلم أصم
يسكب على الروح انتعاشاً
ويُثمل
4
الزيتون غرسَ في قلبي أغنية خضراء
بدَّل السقم بداليةٍ رشيقة
كأن أكون هناك
أحيك ظلاماً وأختفي
يجسّون أثري
بزيت يسيل من جسدي
حينها
يخضّر الكون هنا
وتصبح مدينتي مأهولة
يضيء اسمها
5
كيف لك كل الزفير
الريح هنا مجنونة
والعاصفة وصلتْ
استرح قليلاً وخذ نفساً عميقاً
إننا نسرق الحياة
6
لا تنادِ
فالمناداة حائرة
إن وصلتْ …تعبتْ
إن بقيتْ …تشظتْ
هائجة كالأرواح
هدّئها فلا وقت للحروب
7
الافتراس لغة الغابة
أنا سماوية الجذور
أنحني
كي أعزف الناي
فتمر العاصفة بسلام
8
امرأة بلا وقود
أشعل أصابعي قناديلاً
وأعوي الليالي عويل الصامدين
قربانٌ لقمرٍ باهت
وشمسٍ منتظرة
علني أنفعكم
9
في طريق العودة إلى بيتٍ ليس لي
أزرع الملح
لأنتظر نموه في الصباح أسماكاً تجلب الرزق
وأعودُ مرة أخرى أفكر
كيف للقطط المرور من هنا دون التقاطها لتسدّ جوعها الكافر؟
---
في المدينة التي أعيشها وهي ليست مسقط رأسي
الكثير من الناس راضون عن البحر
أما أنا أنهره كل مساء
أخاصمه وأرمي كل الخير الذي في جيبي إليه
فالصيادون في الغالب فقراء وهاربون من ألسنة زوجاتهم الحادة كسكينْ
أرمي الخير ليصيدوه
علَّ مساءاتهم تصبح أغنى وأكثر إثارة معهن
وأبقى أنا ناصعة الجسد من الذنوب التائهة
---
في السماء التي تلتحفني وهي ليست بسمائي بالتأكيد
أرواحٌ كثيرة تحلّق
وطائرات كثيرة توصل الجميع مقاصدهم
أما أنا أعبسُ بوجهها طوال الوقت
أسعى ألا اصطدم بروحٍ مارقة نحو الموت في طيراني
وأتنحى الوقوف تحت زرقتها
لذا تجدني أمشي في ظلال المباني العالية
وأطير ضمن الغيمات الندفة
---
ثمَّ ماذا؟
ثم ………
أتلف الصكّ الوحيد الذي بيني وبين ما حولي
لتتفتح أبواب الأسئلة الغريبة
إن كنتُ ذرة غبار
من يراني؟
وإن كنتُ نقطة
فما هو الحرف الذي مازال يبحث عني لينام قريراً دون أرق؟
---
فاليتامى مثلي
على قوارع التيه
المتسربون من سيول أوطانهم في صدفة حرب
لا مرئيين
لا تسكنهم سوى الأشباح
رودي سليمان
شاعرة وكاتبة سورية