منذ بداية آذار 2021، والغالبية من السوريين الأحرار أضافوا إلى صورهم على الفيسبوك عبارة:
تجرأنا على الحلم، ولن نندم على الكرامة
نعم، هو الحلم الذي خرج السوريون محاولين تحقيقه، في بحثهم عن العدالة والحرية والكرامة، ورفضهم لنظام الاستبداد والعصابة الأسدية الحاكمة في سوريا.
نعم، كان حلماً ضحى الكثيرون بحياتهم من أجل تحقيقه، ودفعت من أجله الكثير من الممتلكات والأرواح.
المعجزة تكمن في المطالبة بالحرية في مواجهة قلعة الصمت والاستسلام والفساد والخيانة، فهناك من قُتل وهناك من هو قيد الاعتقال، وهناك من تمَّ تهجيره خارج البلاد.
إصرار وتحد لكل محاولات العالم إرغام السوريين على التخلي عن المثل والقيم التي خرجوا من أجل تحقيقها، ورفض مطلق للعودة إلى العبودية والقبول بالعودة للعيش بذل تحت سلطة البوط العسكري الأسدي المسلط على رؤوس السوريين الأحرار.
رفض السوريون المنطق الذي تعامل به العالم في مواجهة الثورة السورية، ورفضهم لنجاحها وعملهم على إفشالها.
لقد استخدم العالم كل الوسائل التي تمكنه من دعم المجرم بشار الأسد، ومحاولة إرغام الشعب السوري على القبول والرضوخ لنظام التوريث الأسدي، التي تدعمه إسرائيل وأمريكا وروسيا وإيران والأمم المتحدة.
تارة تحت ذريعة إعادة المهجرين، وأخرى تحت شعار إعادة الإعمار، والسوريون الرافضون لهذه التبريرات ماضون بثورتهم حتى الخلاص من النظام الأسدي المجرم.
من ثار من أجل الكرامة لا يمكن له التراجع حتى تحقيقها، وكيف يندم الإنسان على محاولته العيش بكرامة؟، وكيف يندم على سعيه أن يعيش كإنسان، وليس كفرد مفروض عليه أن يبقى صامتاً ومستسلماً ويرضخ للنظام الأسدي إلى الأبد؟،
لن يندم الأحرار على الكرامة التي هي حق إنساني لكل مواطن، وهتافهم الأول لا زال قوياً ومستمراً ويحمل معه الثبات والإرادة بتحقيقه:
ولسا بدنا حرية.
ستنتصر الثورة السورية لأننا أصحاب الحق في بناء سوريا المستقبل لأنها مهد الحضارات، وهو يقين في داخل كل حر، بأن سوريا ستعود لكل السوريين المؤمنين بكرامة الإنسان والإنسانية، ولا مكان فيها للمجرمين والقتلة واللصوص والمرتزقة، والمتاجرين بالإنسان وبالثورة السورية وأهدافها العظيمة:
إنها سوريا العظيمة وليست مزرعة الأسد
سوريا وطن الأمل والحرية وطن المجد والشهداء وطن الكرامة وطن الرأي الحر والحياة والسلام، وطن ستسود فيه العدالة والقانون، وشمس الحرية ستسطع رغم صقيع السنين الماضية.
لقد علمتنا الثورة حب الوطن بحيث لو قطعت شراييننا لوجدوا فيها حب سوريا ممزوجاً مع دمائنا.
نعم لقد تجرأنا على الحلم ولن نندم على الكرامة وسيسقط نظام الأسد والذين أثروا على حساب دماء السوريين ممن يصفون أنفسهم بالمعارضة.
من فضائل الثورة السورية أنها عرَّت لنا وجوهاً قبيحة ولئيمة وخسيسة كنا سنقضي العمر كله دون أن نكتشف حقيقتها...؟!
الثورة السورية حلم مشروع وسوف يتحقق هذا الحلم مهما طال الزمن، ولا بد أن تشرق شمس الحرية ولو كره المجرمون والمرتزقة.
صبحي دسوقي
رئيس التحرير