احتفل السوريون في الخامس عشر من آذار / مارس بالذكرى العاشرة لانطلاقة الثورة السورية التي أتمت عقدها الأول، وسط حشد شعبي كبير في الداخل السوري.
وتوزعت المظاهرات في مناطق سيطرة المعارضة السورية عليها على 15 نقطة تظاهر، منها ادلب والباب وإعزاز ورأس العين وجرابلس وعفرين وغيرها من المناطق السورية.
أما عن خارج سورية فقد شهدت كلاً من تركيا وألمانيا والولايات المتحدة الأميركية ودول أخرى وقفات احتجاجية لذكرى انطلاق الثورة شارك فيها مئات السوريين أكدوا فيها على استمرار المظاهرات السلمية والمطالبة بسقوط نظام بشار الأسد ومحاسبته على الجرائم التي ارتكبها بحق السوريين.
وكانت قد شهدت الدوحة العاصمة القطرية اجتماعاً قطريًا-تركيًا-روسيًا لإيجاد حل للمسألة السورية وبحث آخر التطورات المتعلقة في الملف السوري مع تأكيد الدول الثلاث على وحدة الأراضي السورية، وبأن لا وجود للحل العسكري بل إن الحل الوحيد للخروج من الأزمة السورية سيكون سياسياً فقط.
في سياق ذلك وبعد انتهاء الاجتماع الذي ضم وزراء الخارجية لكل من قطر وتركيا وروسيا التقى جاووش أوغلو مع رئيس الوزراء السوري السابق المنشق عن نظام الأسد ورئيس هيئة التفاوض العليا سابقًا السيد رياض حجاب.
في نفس اليوم وعبر لقاءٍ تلفزيوني صرح حجاب بأن هناك بعض الانفراج القريب في المشهد السياسي في سورية وبأن بشار الأسد يقترب من المحاسبة، ولن يكون رجل المرحلة المقبلة، ولن يقوم بأي دور فيما يتعلق بمستقبل سورية.
وكان قد تسائل ناشطون عن عودة رياض حجاب إلى الظهور للساحة السورية من جديد بعد استقالته عن هيئة التفاوض لأكثر من ثلاث سنوات، وبهذا يكون رياض حجاب هو المسؤول المنشق الأعلى في نظام بشار الأسد وعودته للظهور يوحي بانفراج قريب حسب تصريحاته.
كل هذه التصريحات والتحركات جعلت من الملف السوري الأولوية من جديد خاصةً بعد ماخرج مؤخرًا عن الإدارة الأميركية بأنه لو أجرى بشار الأسد الانتخابات السورية فإن الولايات المتحدة لن تعترف به، مالم تكن تحت إشراف أمني دولي.
أما عن أزمات النظام الداخلية التي لا تنتهي ولن تنتهي إلا برحيله عن السلطة فقد صرحت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان نشرته عبر صفحتها على فيس بوك بأن أزمة الخبز في سورية تزداد كل يوم والحكومة السورية هي المسؤولة المباشرة عن هذه الأزمة. وصرحت بأنه لو استمرت هذه الأزمة فإن سورية فإن ملايين من السوريين سيواجهون الجوع وبأن هناك لا يقل عن 22 مليون سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي في ظل تفاقم الأسعار للمواد الأساسية أي أكثر من 80% من عدد سكان سورية.
وكان قد صرح أيضاً وزير الصناعة السوري التابع لنظام الأسد بأن حجم الأضرار الذي لحق في القطاع الصناعي العام والخاص خلال عشر سنوات مضت تجاوز 600 مليار ليرة سورية
ومع استمرار تدهور الليرة السورية مقابل الدولار فقد وصل سعر صرف الدولار الواحد إلى أكثر من 4800 ليرة سورية في حلب ودمشق.
كل هذه التحركات والمؤشرات مع استمرار الأزمات الداخلية للنظام السوري وفرض عقوبات أميركية عليه ومع فشل روسي لإعادة تعويمه عربياً و دولياً والتي تمثلت في جولة الروسي سيرغي لافروف الأخيرة في السعودية والأمارات وقطر. ومع طرح فكرة تشكيل جسم جديد حقيقي للثورة السورية بقيادة رياض حجاب يتولى العملية السياسية في سورية تؤكد بأن النظام السوري لا يمكنه الاستمرار في نفس الطريقة لحكم البلاد ومع مواصلته في عمليات القتل الممنهج والتهجير للشعب السوري إلى الآن فيجب عليه إما بأن يتغير أو يجبر على التغيير والوقت الآن قد مضى للتغيير لأن النظام السوري اختار من اليوم الأول للثورة السورية مواجهة السوريين بالقتل والاعتقال واختلاق الأكاذيب والحجج للتهرب من المحاسبة على الكم الهائل من المجازر التي ارتكبها بحقهم.
ربما في الأيام المقبلة سنشهد تحركاً أكثر في المسألة السورية تبصر بعض الحلول الحقيقية لمعاناة الشعب السوري العظيم الذي مازال إلى يومنا هذا يقدم أروع البطولات.
وحتى ايجاد الحل فإن الثورة السورية العظيمة مستمرة إلى أن تحقق مطالبها التي طالب بها السوريين منذ عشر سنوات وهي الحرية والديمقراطية والعدالة للجميع دون تمييز بينهم لكن ما نحتاجه اليوم هو إرادة دولية لإيجاد حل حقيقي في سورية مع الضغط على نظام الأسد في العملية السياسية وتطبيق قرار مجلس الأمن 2254 الذي ينص على الانتقال السياسي في سورية وتسليم بشار الأسد السلطة.
آلاء العابد
كاتبة سورية