ثَمَّةَ ريحٌ آتيةٌ مِنْ جِهَةِ الوَعْد
صَفِيْرُ قِطَارٍ
وحفيفُ أصابعَ فَوْقَ الخَشَبِ الباردِ
ألوانٌ طازجَةٌ تَطْرُقُ شوقَك
أوراقٌ تتدحرَجُ خلفَ مقاعدِ صمتِك
والشَّاخصةُ الحمقاءُ تظلُّ مُواربَةً
يتخلَّلُها ضوءٌ..
وبقيَّةُ أشلاءٍ مازالت تحتَ الأنقاضِ
وفي أقبيةِ الحُزْنِ
حكايةُ أمِّكَ: (يا ولدي جدُّكَ مرَّ بهذا الدَّرْبِ
أبوكَ وأخوَتُكَ العَشْرَةُ
أنتَ وأبناؤُكَ..
نَمْ يا وَلَدِي
نَمْ).
تَشْرَقُ أمُّكَ بالقَهْرِ..
.......
تغصُّ
وفوقَ سَريرِكَ
يَمْرُقُ كاللَّهْفَةِ سِرْبُ حَمَامْ.
***
وتحاورُ ناصية الحلم البكماء،
يذوبُ الوقتُ
وتنسلُّ الآه كأفعى باردة الأسرار
لتبقى وحدَكَ
تأكلُ قضبانَ المَعْبَرِ
تطحنُها بحثاً عمَّا يلقيك على أرصفةِ الأفيونِ
تحاورُ
لا شيءَ، فليسَ هُنا إلاَّ صورةُ أقصى أيَّامِكَ
(نَمْ يا وَلَدِي.. نَمْ)
ويذوبُ الصَّوْتُ بأعصابْكَ
دمعاً وحكاياتٍ
وألمْ
(نَمْ يا وَلَدِي نَمْ
نَمْ....)
وَتَمُدُّ يداً راجفَةً
فتديرُ عقاربَ وقتِكَ، تُطلقُها
تصرخُ فيها
تصرخُ:
نامي.. نااااااامي
تتثاءبُ مرَّاتٍ
تَعْرُكُ عينيكَ..
(نَمْ، نَمْ.. نَمْ)
وتدورُ عقاربُ وقتِكَ
لكنَّكَ تَبقى حيثُ تكوَّمَتِ الأسماءُ
وحيثُ توقَّفَ آخرُ صرصارٍ في ردْهَةِ شوقِكَ
تَبقى
لكنْ لا تملكُ أنْ تصحو كما يصحو النَّاسُ
ولا تملكُ أنْ تقهرَكَ الرُّؤيا
فتنامْ.
عبد القادر حمّود
شاعر وكاتب سوري