الدمعة السارحة


 

                                     

يا دمعة العينِ لا تجفو شواطئَها

وليس ترقأُ في فجرٍ وفي ظُلَمِ

أصبحتِ طقساً إذا ما غبتِ أفقدُه

كأنّما هو من إلفي ومن هَيَمي

تسافرين على الخدّين مترعةً

بالوجدِ لا تأبهين الجمعَ من ندمِ

كأنّما أنتِ دنيا لا تبارحني

ولا تُكفكفُ عنّي حرقةَ الألمِ

ممزوجة بالّلظى حيناً ووادعةً

حيناً كأنّ بها عشقاً على بَرَمِ

تُعتّقينَ ظلالَ الحزن في وجعٍ

وترسمينَ شقاءَ العيش في سقمِ

وتعلقينَ بكفّي حين ألمسُها

كما تعلّقَ ذو عشقٍ بذي سأمِ

وتكتبين قصيدي دون قافيةٍ

تُرجى ودون موازينٍ من النُظُمِ

رفيقتي كلّنا يبكي بلا خجلٍ

وحالةْ الوطنِ المنكوب في العدم

لو كنتُ أقرأ في الآفاق بارقةً

لزغرد الحرف من ثغري ومن قلمي

لكنّما حالِكُ الأيام يسحقنا

فلا يميّز بين الذئب والغنمِ

نحن الغصونُ التي جفّت براعمها

وأتلف الحقدُ فيها رفّةَ النَسَمِ

نحن الملايين من جوعى وضائعةٍ

يغتالنا الحقدُ في ذُلٍّ وفي ضَرَمِ

أمّا الذين قضَوا فالحصرُ يُعجزهم

أما رأيتَ الربا مفروشةً بدمِ؟

والغائبون وراء القيد يأسرهم

ظلمٌ ويقتلُ فيهم لحظة الندم

والناهبون على الطرقات همّهمُ

ملءُ الجيوبِ بلا إثمٍ ولا حرمِ

فكيف يا عينُ لا تبكين واجمةً

والناسُ حولكِ في ضيقٍ وفي ألمِ؟

 

 

عبد الغني عون

شاعر سوري

Whatsapp