الفنّان التشكيلي
نصير شورى
في دمشق عام 1920 أبصر الفنان نصير شورى النور وسط عائلة محبة للأدب والفنون وهو أيضا ابن شقيقة المؤرخ والأديب المعروف محمد كرد علي. درس في مكتب عنبر الثانوية الوحيدة في دمشق آنذاك وفيها تعلم أصول الرسم على يد الأستاذ جورج بولص خوري. ذهب إلى إيطاليا في أواخر الثلاثينات لدراسة الفنون لكن ما لبث أن انتقل منها الى مصر لمتابعة دراسته بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية في أوربا. تخرج من كلية الفنون الجميلة في القاهرة عام 1947. عمل مدرساً لمادة التربية الفنية في المدارس الثانوية ودرس مادة التصوير في كلية الفنون في دمشق منذ تـأسيسها 1960 وحتى تقاعده عام 1990. كان شورى فناناً نشيطاً في المشهد الفني والثقافي السوري حيث ساهم بتأسيس معظم الجمعيات الفنية مثل مرسم فيرونيز وجماعة د أ دمشق. اعتبر مرسمه في أبو رمانة مركزاً ثقافياً حيث التقى الفنانون والأدباء والموسيقيون والشعراء والمفكرون. نظم معرضه الأول في دمشق عام 1938 في نادي الضباط. أقام معرضا شاملا لأعماله عام 1984 في صالة إيبلا بدمشق فضلاً عن الكثير من المعارض الفردية والجماعية. نال الجائزة الأولى في المعرض العام لفناني سوريا الذي أقيم في المتحف الوطني بدمشق عام 1953. نال وسام الاستحقاق السوري عام 1982.
أما عن تجربته الفنية فقد تـأثر نصير بالمدرسة الانطباعية كما كان للفنانين ميشيل كرشه وعبد الوهاب أبو السعود أثراً عميقاً في أعماله. في أواسط الستينات قدم الفنان الايطالي جيدو لارجينا إلى دمشق لتدريس الأسلوب التجريدي في كلية الفنون، هنا بدأ شورى دخول غمار التجريب في أعماله ليستقر أخيرا على أسلوبٍ يجمع ما بين الانطباعية والتجريد وحافظ عليه لما تبقى من مسيرته الفنية. رحل الفنان نصير شورى عن عالمنا عام 1992 لتفقد الحركة التشكيلية السورية رائداً مهماً من روّادها، وفناناً موهوباً بالفطرة صاحب إنتاج فنّي غزيرٍ متنوع بدأ بالانطباعية وانتهى بالتجريد.
يسر عيّان
كاتب سوري