أصدر نظام دمشق قراراً مفاده : إن التصويت في "الانتخابات" القادمة متاح للسوريين المقيمين في الخارج ممن لديهم "ختم الخروج الرسمي" على جواز سفرهم فقط.
حيث يقلص هذا القرار بشكل كبير اعداد الناخبين في "اقتراع" أيار المقبل، الذي يُتوقع ان يكون تصويتًا استعراضيًا كسابقِيه مع وجود بعض "الكومبارس" ممن يدّعون ترشيح أنفسهم لمنصب الرئاسة .. علما أن الدستور السوري و"مجلس التطبيل والتزمير" الذي يدعى زوراً وبهتاناً بمجلس الشعب لم يصمما أصلاً لإجراء انتخابات حرة نزيهة، بل صمما لتأليف وإخراج وتمثيل تجديد بيعة ((القائد الأوحد)) كلما انتهت لا أكثر ولا أقل، ومن المرجح أن يفوز الأسد بتلك التمثيلية القميئة الممجوجة.
ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، فإنه يوجد أكثر من مليون سوري مسجل في لبنان و600 ألف سوري بالأردن بينما يتواجد أكثر من 3 ملايين ونصف المليون سوري في تركيا ومئات الآلاف بين أوروبا وباقي بلدان العالم ومعظم هؤلاء هربوا من بطش الأسد وميليشياته و لم يخرجوا بشكل رسمي من مطارات النظام أو بواباته الحدودية وبالتالي فهم لا يحق لهم التصويت في انتخابات الأسد المقبلة حسب القاعدة التي وضعها. وبمعنى آخر يريد الأسد أن يوصل رسالة للسوريين مفادها: ستجري الانتخابات في مناطق سيطرته ولن يشارك فيها سوى المؤيدون له ولنظامه. يعني ((أهلية بمحلية .. واللي ما عجبه يبلط البحر))! وسيفوز ويحكمكم باعتراف معظم دول العالم الذين تغاضوا عن جميع جرائمه التي ثبتت بالأدلة والقرائن. ولتبقوا أنتم متناحرين فيما بينكم، واختلِفوا على توزيع صكوك الوطنية والثورية: من هو من ثوار 2011 ومن من ثوار 2012 ..!!! وتقمّصوا دور الإله عز وجل ووزّعوا صكوك الغفران على البشر وفرز الخلق نيابة عن الخالق. ولا تنسوا توزيع مفاتيح الجنة ومفاتيح النار.!
أيها السوريون ولا أستثني أحداً : لطالما أن هذه العقليات هي من تتحكم بكم لن تفلحوا. ولن يغير الله ما أنتم عليه حتى تغيروا ما أنتم عليه وستستمرون بالانحدار والانزلاق والتخلف وكل يوم يأتي عليكم سيكون أسوء من الذي سبقه وهذا ليس بكلامٍ تنجيمي. بل هو قانون إلهي لا استثناء له .
أنتم مخيرون ولستم بمسيَّرين ومقولة أنها (إرادة الغرب وإرادة إسرائيل) والاستسلام لتلك الفرضية ونفي إرادة الله بحد ذاته هو قمة الكفر وذروة سنام الشرك، فلكلٍّ أسبابه وحيثياته وإلا لماذا يفرضون علينا من يحكمنا من أدواتهم نحن بالذات ونقبل صاغرين. بينما لا يستطيعون فرض إرادتهم على الكثير من شعوب العالم ممن امتلكوا قرارهم الوطني المستقل وامتلكوا زمام أمورهم؟!
إذاً العلة تكمن فينا، فنحن الضعفاء المتخلفين المتناحرين المستسلمين القانطين من وفّرنا لهم الأرضية الخصبة والمناسبة لزرعهم الطفيلي السام. وارتضينا أن نركن إلى اليأس والقنوط والاكتفاء باللطم والندب والعويل وتعليق خيباتنا المتكررة على شماعة الآخرين.
محمد علي صابوني
كاتب سوري