الفنّان التشكيلي
ميلاد الشايب
في معلولا المدينة السريانية التي تختبئ بين صخور دمشق أبصر الفنان "ميلاد الشايب" النور في العام 1918. أظهر الفنان حبا للرسم والفنون في سن مبكرة. درس الرسم على يد الفنان توفيق طارق الذي شجعه ومنحه الكثير من المعرفة الفنية. كان الفنان ميلاد متميزاً منذ بدايته بأسلوب فني فريد. أرسل في بعثة لدراسة الفنون في معهد سوريكوف -موسكو وتخرج منه عام 1965. تأثر أثناء دراسته بأعمال الفنان الروسي اندريه روبليوف، رسام الأيقونات الأشهر. ركز الفنان أثناء دراسته في معهد سوريكوف على دراسة الأساليب والأنماط الكلاسيكية دراسة عميقة. درس أيضاً فنّ الأيقونة في اليونان ليكون لاحقاً أحد أهمّ فناني الأيقونات في سوريا. بعد عودته من رحلته الطويلة سعيا منه لدراسة شتى أنواع الفنون بدأ بتدريس الفنون في معهد إعداد المدرسين وعددٍ من الثانويات في دمشق، كما درس مادة التصوير الزيتي في كلية الفنون الجميلة - دمشق والمعهد العربي الفرنسي. شارك ميلاد الشايب في العديد من المعارض الجماعية وأقام أيضا العديد من المعارض الفردية لينال جوائز وميدالياتٍ مهمّة منها جائزة الدولة التشجيعية من المجلس الأعلى للفنون والآداب عام 1968.
جسد ميلاد مشاهد الطبيعة في دمشق وحياة الناس البسطاء في المدن والأرياف حيث أفلح بتصويرها بأسلوب واقعيّ فريدٍ وأصيل، كما أبدع في فنّ الأيقونة وأضاف اليه الكثير. عُرف عن الفنان ميلاد الشايب لطفه وميله للصمت والتأمل والنشاط في العمل.
رحل الفنان ميلاد الشايب في العام 2000 بعد رحلة فنية طويلة أغنى من خلالها الحركة التشكيلية السورية بالكثير من الأعمال الفنية والأيقونات الموجودة في المتاحف السورية والكنائس.
يسر عيّان
كاتب سوري