هل أحتضن سعادتي أم أبكي على كل ما حدث؟!
لكني أحب حياتي وكل شيء فيها، عملت بجد وكل شيء فعلته خلال هذه الرحلة بحلوها ومرها كان شاقاً وجميلاً بآن واحد.
لا يمكن أن تخطط لحياتك كما تريد وتسير أمورك بسلاسة، العسر والتوتر من طبيعة الحياة، هناك مئات من العراقيل معظمها كان بسبب عوامل خارجية يتخللها أمور شخصية ونفسية واجتماعية مادية والعمر ماض، عدا أن أجسادنا وعقولنا غير مجردة من العواطف، لدينا الكثير لنعيش من أجله، الحياة، الجمال، الفصول، توالي الليل والنهار، الألوان، العائلة، الأصدقاء، وحب البقاء، هناك مكان في داخلنا يحثنا على المضي قدماً، ويقول لنا باستمرار لا لجفاف المشاعر، لن يرجع الزمان فلحظة ترف في زمن الشح باتت منقذتنا من الأوهام، لنغرق أنفسنا في بحر السعادة مبتعدين عن الأحزان لنرميها بألاف السهام، هناك كتف دائماً نتكئ عليه، رغم الألم الذي يجعلنا نفرق بين حياتنا وأحلامنا وآمالنا، آمالنا التي تقبع في صندوق نضعه تارة في قلوبنا وتارة في عقولنا وينشب بينها النزاع! ولا يفوز إلا الواقع!
الواقع الذي يحيرنا، نسير معه أحياناً على سحاب وأحياناً على نار، لكننا نسير لا نحن نقف ولا تتوقف الحياة عند أي منهما، نحاول أحياناً أن نقفز عالياً لنمسك بالقمر فيباغتنا وهج الشمس فنعود مستسلمين قانعين بما يصنعه القدر، نقفل الأبواب لتبقى أحلامنا عالقة بين النور والظلام، نضحك للأول وننتحب للثاني، والصمت اللعين يلازمنا طويلاً، إلى أن يستيقظ شيء بداخلنا ويخبرنا أنه تعافى ويدعونا لنحتضن سعادتنا المتبقية ونعود للحياة من جديد، لنبكي ملء قلبنا ونضمد جراحنا بأيدينا دون أن نشتكي من الحياة، فقاعة من الفرح، أو دعاء واحد يخرج من قلب محب تغير مجرى حياتنا، لا يمكن الاختباء للأبد، لنتوقف عن كوننا البطل، إن أردنا أن نمسك بقوس قزح علينا تحمل المطر، ليمنحنا سعادة ألوانه ويعيدنا إلى هيئة البشر، ويدفعنا إلى مناقشة أمورنا واستعادة أنفاسنا لنرسم من جديد بسمة على محيانا، ورفض التأقلم مع الفشل، دعوة من جديد للتخلص من الألم، لنوقظ القوة والجانب الجيد بداخلنا نتحكم بمشاعرنا ونتعافى، نعمة الحياة جميلة حكمتها:
لا تقلق يا مغفل
ستشرق الشمس كل يوم ويسطع القمر فنحن على قيد الحياة، نشع معها ونستضيء بضوء القمر، ولا ننتظر الإخلاص ممن لا يملكه.
مفاتيح أحلامنا بين يدينا وعلينا المضي قدماً وتجاوز كل العقبات، الربيع على الأبواب، تتالى الفصول ولكل فصل لونه وجماله، أحياناً نسير بالصحراء ونحن نبتسم لنعومة الرمال تحت أقدامنا، لن نتنفس آخر أنفاسنا ولن نسمح للألم أن يسيطر علينا، لن يفيدنا القلق سيقتلنا قبل أواننا، لتتغلغل أشعة الشمس في جوانبنا لتذيب التجمد عن هذا الخافق.
في جانبي الأيسر قطعة حمراء جميلة خفاقة تقول لي دوماً:
لا تقلق يا مغفل فالحياة جميلة، احتضن سعادتك بكلتا يديك، إن كرهت نفسك فلا شيء بالعالم يستحق الحب.
إلهام حقي
رئيسة قسم المرأة