خُلقت أحبّ من الجهات، الشّمال
شماليَ الخاصّ بي
فعلى الشّماليّ، كنت أغفو على ظلّ سميكٍ
وأطمرُ في الأرض نواةً من المشمش
لتطلع شجرةً وتكبر معي
الشّمال
الذي تسكن سماءه دببةٌ في الليل
وأحاول بعينيّ المذهولتين
تغيير خطّ النّعش
إلى جهة فيما وراء العتم
وأبادل بين أكتاف بناتِه كي يحملنه طويلًا
فيمرّ من أمام بيتنا
شماليٌّ أنا
حيث يظلّ الثلجُ أطولَ على الحواف
وأحفن منه كأساً وأصبغها بربّ الورد
والشّمال شمالي أنا
ليس ككلّ الجهات
بوسعي أن ألمسه وهو يداعب بريح خفيفةٍ أضلاعي
أن أكلّمه وجهًا لوجه
أتبادل وإياه لفتاتِ العتاب
نحو شمس المغيب
وهي تنسلّ من أصابعنا المنهمكة بترتيب حجرات القابوع
فوق بعضها البعض
نكايةً بالضَب
شماليَ الذي يتلقّى من شباك وحيد
لأمّ فرحانة ما يتمّم تجهيز ابنتها الكبيرة
الشّمال
الذي أخذني إلى حلب
شماليَ أنا
وليس هذا
الذي يقصّ برده مسماراً أعلّق عليه،
هناك في أقاصي الرّوح،
وداعاً لم يكتمل
يلفح بغربّيه دمع المشتاق فيجمد
وكلّ صباح يلقي في حضنكَ خيباتك
كأنّما لتشرب منقوعها وتخلص
من سعال مُرّ
ومن إطراقة عنق تيبّس
ومن صداع تملّك رأسك
ومن كذبة علقت به كما أحاديث خرافة.
سلام حلوم
شاعر سوري