في وَضَحِ الصَّمت


 

 

أسمعُني (أحياناً)

في وَضَحِ الصَّمْتِ

أبادلُ جارتَنا قصصَ القهرِ، 

وما بعدَ القَهْرِ

إلى أنْ تحذفَنا الرَّعشةِ من قائمةِ الأشجارْ

أسمعُني...

وتنزُّ حروفُ رسائلِها 

تُخرجُني من ملكوتِ الأسماءِ، ومن صحفِ الأسرارْ

تمنعني أن أقترف الشَّوقَ، وأن أفتح نافذتي

لتمرَّ ضفيرتها، فتزيحَ ركامَ الوقتِ

وما اختلستْه نوافذُ بيتي...

والأحجارْ

***

أسمعني (أحياناً)

والغرفَةُ خاليةٌ

إلا ّممن ناموا فوقَ حقائبَ باهتةِ الأحلامْ

أقرأُ بالكادِ وصاياهم...

تخنقُني أشياءٌ شتّى

وأغوصُ بعيداً في أسرارِ ِالملحِ 

وما بجوارِ الشَّفتين من الأوهامْ

فأحافيرُ، وأوكارٌ، وطلاسمُ كالنَّملِ تروحُ وتأتي

وتُضيِّعُ عينيَّ بما تخلقُهُ من فوضى

وزحامْ

***

هامش:

(قبلَ النَّومِ...

سأحرصُ أنْ أطفئَ مصباحَ الكاز...

وأدفنَ رأسي، أقتلَ كلَّ رواسِبِ أيَّامي

صُوَري

دفترَ أشعاري

أقلامَ التلوينِ

وما لمْ أذكرْهُ لجارتِنا الخرساء

وما لمْ أفعلْهُ من آثامْ

لكنْ 

منْ يضمنُ لي 

أنّي سأزيحُ ستائرَ ضوضائي

فأنامْ).

 

 

عبد القادر حمّود

شاعر وكاتب سوري

 
Whatsapp