ذاكرة الفن التشكيلي السوري


 

الفنّان التشكيلي

رشاد مصطفى

 

في بيت دمشقي قديم استنشق الفنان التشكيلي رشاد مصطفى أول أنفاسه من هواء المدينة العريقة دمشق في العام 1911. كانت موهبته شيئاً بارزا مذ كان طفلا فشجعته عائلته على تطوير هوايته والاستمرار بها. درس الفن دراسة فردية كما أنه تتلمذ على يد الفنان توفيق طارق الذي يعتبر الرائد الأول في حركة التشكيل السوري المعاصر. يعتبر الفنان رشاد مصطفى من مؤسسي أول رابطة للفنانين التشكيليين السوريين، حيث عمل دائماً منذ تأسيسها على تنظيمها والمشاركة في معارضها ونشاطاتها الثقافية المتنوعة.

أما من الناحية الفنية فقد بقي الفنان مصطفى وفياً لمبادئ الرسم والفنون التي تلقاها على يد أستاذه توفيق طارق ولم يخرج عنها أبداً في أعماله التي تنتمي للمدرسة الكلاسيكية، عالج في أعماله ذات الموضوعات التي طالما شغلت الفنانين الكلاسيكيين متخذا من رسم الطبيعة والبورتريه والطبيعة الصامتة والعمارة الدمشقية مادة وإطاراً يعكس من خلاله مكنونات ذاته وتأثرها بالبيئة اليومية المحيطة. من أشهر أعماله وأكثرها تعبيرا عن أسلوبه الفني المتميز لوحة تحمل عنوان (الأم)، التقط فيها مصطفى الملامح والتفاصيل الدقيقة للوجه وصاغها بنوعٍ فريد من الواقعية التسجيلية المتماهية بالتطوير الضوئي ليكون من الصعب على المتلقي تحديد فيما إذا كان يقف أمام عملٍ فني أو صورة فوتوغرافية التقطت بعدسة مصور محترف.

كان الفنان رشاد عصاميا صبورا بتنفيذ أعماله حيث عرف بإطالة التـأمل ودراسة التفاصيل لتقديم كل إحساس وملمس وقوام تسجله عينه الثاقبة. كان نشيطاً في الوسط الفني حاضرا في المشهد الثقافي حيث حرص على المشاركة في الكثير من المعارض الجماعية وإقامة العديد من المعارض الفردية. نال وسام الاستحقاق السوري عام 1981. رحل الفنان رشاد مصطفى عن عالمنا عام 1995 لتنتهي بذلك تجربة فنان رائد من رواد التشكيل السوري الأوائل حاول نقل صورة عالمه المحيط بواقعية وحياد مؤكداً بذلك مبادئ مدرسته الفنية التي انتمى وأخلص اليها دائماً.

 

يسر عيّان

كاتب سوري

Whatsapp