تعال أيها الليل واعزف لنا أغنية جميلة فالحياة رحلة، في سكونك يهفو قلبي لمعانقة همسات الحياة، ويرنو ناظري شوقاً لصمتك وسوادك المخملي المرصع بهمسات العشاق.
يا عازف الألحان اعزف لنا لحناً يجعلنا نحلق بالخيال وتسحر ألبابنا ببراعة عزفك على وتر الاشتياق غامراً إيانا بزنابق من القبل، لترقص صغيرتي على ألحانك معها تفيض الأحلام، وتأخذني بين الجداول وعبق الزهور وتفيض الدموع بالمقل، دع موسيقاك نسيماً لقلوبنا وترياق أمل، لولاك ما كان السهر، جد علينا وفجر في قلوبنا ينابيع من الحب الأزلي للحياة، افتح نوافذ قلوبنا واسمح لنسمات الهواء بالنفاذ تسري بين القلوب فتحيل لحنك إلى دواء يشفينا من سقم الحياة.
دعنا نطير بالطائرات الورقية نقطف النجوم نتربع على سطح القمر المضيء، النجوم من حولنا ترقص مبحرين في مركبة الأحلام، والسحب الحقيقية تهطل حباً وأماناً نشرب منها ونتوضأ، أما الشمس ستبعد عن قلوبنا وأجسادنا برد الأيام الخوالي وتمدنا بدفء الحياة، أما الكواكب فهي قناديل من السعادة الأبدية فالحياة رحلة لتكن جميلة، لنعود بعدها للأرض الحنونة تحتوينا بحضنها الأمومي وتبعد عنا الأشرار، لن نحيي ماضٍ أليم فهناك أشياء تفقد معناها بمرور الزمن! لنبتعد عن غرور الماضي المجنون الذي سحب حقيبته ومضى، يا لجمال هذا الصباح عندما تجد بجانبك شخصاً يقاسمك همومك، ويبعد عنك شبح الظلام، دعنا لا نفكر بالماضي ولا بالمستقبل البعيد، لنعش لحظاتنا فقط، إن أعجبنا هذا الصباح فليكن كل الصباحات، لا نتمنى أي شيء ولن نستمع لأحد، بوجودنا معاً سنحظى بالصباحات الرائعة الدائمة، لنكن سرباً من العصافير نحلق عالياً فوق الطبيعة نسبح عبر الغيوم دون ارتباك، ونحط على غصن متين ونطيل الجلوس، قد نحصل على عمر إضافي فالطبيعة مزيد من الحياة، نحن محاصرون هنا بعلاقة معينة لنعبرها سوية ملء حياتنا، بدأ الوقت يذبل والسعادة تغير ثوبها بكل الألوان، لنبعد عنا جميع الأحزان ونجعلها تختفي تدريجياً من أمامنا كالدخان، أصبح قلبي يطير هناك مرح فقط، سنحول حياتنا إلى احتفالات بسيطة، نجلس على حافة نهر ونقتسم قطعة الحلوى بعد أن نطفئ شمعة هذا النهار، ميلاد دائم كل يوم نعيشه هو إضافي نحتفل به بكوب من الشاي أو فنجان قوة أو حتى جلسة طويلة أمام التلفاز، لن نتوقف عن حب الحياة، وأنا الآن مفتونة بنفسي دون أي سبب! أصبحت أعارك نفسي وأغير من طبعي لا أريد الابتعاد عن هذا الجمال، لنعقد اتفاقاً بالعينين أيها القلب لا تعترضني إن لحقت بك وأعد الاتصال بي حتى إن قطعت أنا الاتصال، أنا هنا إلى جانبك أخبرني عندما تغادر لأتبعك، لا تحاول إيقافي، حافظ على الصمت كن حذراُ لا تغدر بي يكفي ما أصابنا من محن، لقد اخترتك لمشاعرك العظيمة فكلانا من عمل بجد اتجاه الآخرين دون كلل أو ملل، نحن هنا الآن نواجه معاً القدر.
إلهام حقي
رئيسة قسم المرأة