في مدينة جنيف بسويسرا التقى الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في 15 يونيو/ حزيران 2021 للمرة الأولى منذ تولي بايدن منصبه.
قبل القمة، قال الجانبان إن العلاقات بينهما وصلت إلى الحضيض، وأرادوا من هذه القمة التصالحية التي تم الإعلان والاعداد لها، أن تظهر بالغة الأهمية بين دولتين كبيرتين، وتم الترويج على القضايا التي ستعالج خلالها.
وبعد انتهائها خرج الرئيسان ليعلن كلا منهما على حدة أنها كانت مهمة وحققت نتائج إيجابية، وحتى عندما سألت صحفية أمريكية رئيس بلادها:
كيف تقول بناءة بعد تصريحك بعدم الاتفاق على القضايا التي تم مناقشتها.
فقام بتعنيفها ووجه الإساءة إليها واتهمها بأنها لم تفهم تصريحه، وحتى بعد أن أعتذر منها، كتبت الصحافة الامريكية عن قمة هزيلة أضرت بسمعة أمريكا العظمى.
واستخدم الرئيسان في وصفهما القمة عبارات متشابهة مثل الإيجابية والبناءة، ونتج عن القمة بعض التطورات الصغيرة، مثل قرار إعادة سفير كل دولة إلى الأخرى.
تصافح الرئيس الروسي مع بايدن الذي وصفه خلال الأسابيع الأخيرة بالقاتل، وأظهرت القمة أن حسابات المصالح الاستراتيجية للدول تتخطى مواقف الرؤساء وعلاقاتهما.
غابت سوريا عن محادثات القاتلين:
أمريكا وإسرائيل والمحاور الشريرة في العالم هي التي تدعم العصابة الأسدية في حربها ضد الشعب السوري، وهم من يقدموا ما يلزم للأسد السفاح لقتل السوريين الأحرار وتدمير البنى التحتية والقرى والمدن السورية المحررة.
وسبق وأن صرحت الولايات المتحدة الأميركية أن استراتيجيتها مع الروس في سوريا تعتمد على إغراقهم في المستنقع السوري، وهذه هي سياسة الدولة العميقة الأميركية.
وقد سبق القمة تأكيدات أن الملف السوري سيكون على أجندة اللقاء بين الزعيمين، وأرادت روسيا وضع تصورها على الطاولة، ومحاولة مستميتة من بوتين لشرح الفوائد السياسية والاقتصادية والأمنية لانفتاح أمريكي على الأسد ورفع العقوبات عنه وأن موسكو مستعدة للعب دور الوساطة.
وبعدما أنهى بوتين مطالعة دامت أكثر من عشر دقائق تحدث فيها عن الأسباب الاستراتيجية التي دفعت روسيا الى إنقاذ الأسد من مخالب الإرهاب، رد عليه بايدن بأن الأسد خسر ثقة العالم، وفي طليعته الولايات المتحدة، وأن لا واشنطن ولا أي من عواصم العالم مستعدة أن تتعامل مع رئيس قصف مواطنيه بأسلحة كيماوية.
المؤلم أن سوريا بالنسبة لهما بلد صغير منسي، ونظامها السياسي القائم عبارة عن عصابة مجرمة لا يهتم العالم برحيلها أو بقائها، وبدلا من مناقشة جرائم الأسد وتطبيق القرار الدولي 2254 القاضي بتغييره، ركزوا على فتح ممرات لدخول المساعدات الإنسانية الغذائية، ومحاولة بايدن إقناع السفاح بوتين بعدم استخدام الفيتو خلال المناقشات القادمة لتمديد وصول المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى.
بايدن رئيس أمريكا، قلق جداً ويخشى أن يموت المعارض الروسي (أليكسي نافالني) في السجن، لكنه نسي المقتلة السورية على مدى عشر سنوات (أكثر من 10 مليون لاجئ سوري، وأكثر من مليون شهيد، وآلاف المعتقلين في السجون السورية).
بعد لقاء بوتين بايدن:
وزارة الخزانة الأمريكيّة خفَّفت من عقوبات قيصر على نظام الأسد بذريعة جائحة كورونا، ووزارة الخارجية الأمريكية أزالت شركتين من قوائم العقوبات تتبعان لرجل الأعمال السوري سامر فوز، المعروف بقربه من النظام السوري وضلوعه بدعم وتمويل النظام السوري المجرم.
صبحي دسوقي
رئيس التحرير
