الحقيقة تشبه الشمس


 

عندما يزداد الألم نتشبث أكثر بالحياة ويصبح عالمنا أكثر متعة، نبحث عن الروح التي لا تفكر أن تستبدلنا بأحد، نعانق القلب الذي لا يمل منا ولا يتوقف عن النبض مهما حصل، ننام ويبقى هو مستيقظاً يسير دمائنا ضمن أوردتنا دون إشارات من أحد، لا يحتاج إشارات ضوئية ولا كهرباء يعمل ويعمل دون عناء، يواصل عمله بالليل والنهار لعشرات الأعوام، يعمل على وردية واحدة ربما مائة عام.

  • ألا يريد أن يخرج قليلاً لتنشق الهواء، أو أن يأخذ قيلولة ولو كل عشرة أعوام؟

هو قلب من لحم ودماء لا يستجدي أحداً ولا يطلب أية مساعدة من أي عضو بالجسد، بالرغم من أن كل عضو بجسدنا يستريح، العين تغمض، والفم يغلق معظم الأحيان، والدماغ ينام حتى مع الأحلام، والمعدة تهضم فقط بعد الطعام، إلا هو! ونحن لا نرحمه نلهو وننفعل ونأكل ما لذ وطاب، معه استيقظت نبضاتي من جديد، قصة عميقة، بل نهراً من الأمل غرَّد في هذا القلب أصبح لدينا الآن أجنحة أريد أن أحيا معك فأنت نصفي الجيد، لنرى إن كانت ستبتسم لنا الحياة مجدداً فأنت  تنبض لأجلي فقط، أصبحنا لا نرى الألوان من خلال بعضنا عندما تهمس لي لم يعد اللون لون إن لم  يشابه لون خديك فأهمس لك لولا ضخك للدماء لما تلون خدي بلون دمائك النقية، لا تحطم آمالي طالما استمرت الليالي والأصباح معك سأحب نفسي لأجلك، سأشارك سعادتي مع من حولي لأن صحبتهم لا تجلب الدموع، سنبتعد عن حفنة المدعين ونعتبر أصواتهم ملغية وفي عصرنا هذا يمكننا أن نقول إن وجوههم غير (فيسبوكية)، لأننا ندرك حجم الوحدة التي وصلنا إليها، ننام على أمل أن نحلم بحياة سابقة يلتف حولنا الأهل والأقرباء والجيران ويهرع لنجدتنا سابع جار!! ما يجري الآن هو عار على مجرتنا الكونية، فالمسرح أصبح فارغاً إلا من المنافقين، إن أردنا التخلص من أخطاء هذا الوطن فهذا لا يعني أن نمزق الهوية، تمضي بنا الأيام كخيط من دخان، هل نستسلم ونموت؟ أم نعيش قليلاً على أمل أن نصحو في وطن الأحلام! وإن فكرنا أن نغير أي نظام علينا أن نكون جزءاً منه كالعينين يضحكان سوية ويدمعان معاً باندماج تام لتكون الرؤية أوضح من عين واحدة، هنا وجدت بوصلتي من وهبني كتفه في محنتي لأميل عليها وبسط لي قلبه لأسلك طريقي وضمني ليعيد لي طمأنينتي، هم أحبتي وأخوتي فأنا الآن لست وحدي، لن تتوه الروح بعد الآن سنختزل معاً الصعاب، فقنوات الاتصال بين الأحبة محبوكة بإتقان ونافذتنا الاجتماعية مفتوحة على الدوام، لا خوف من شدة ولا زوال فالروابط الإنسانية كالمصباح السحري متغلغلة في أعماقنا فقد ورثناها منذ زمان حيث خلجات القلوب الدافئة وعطر الريحان، تشبه قلبي وعيناي، بطهارة أرواحهم تستمر الحياة، معكم تتدافع الأشواق وتتسارع النبضات، فأنتم شهقة الروح ببعادكم الدنيا ممات، معكم الحظ يحالفني والنسيم يداعب جفوني ويحميني من غدر الزمان، فطوبى لمن أحب ومن استطاع أن يولد عند غيره الحب، فالحب قدر ونحن لا نصنع الأقدار، الحب دم يسري في شرايينا  كما الحقيقة والشمس التي لا توارى بغربال، والقلب الذي لا يتوقف عن الخفقان. 

 

 إلهام حقي

رئيسة قسم المرأة

Whatsapp