سؤال وجواب
سألتُ البرق: من أنتَ؟ أجابني: أنا شجرة مجنونة من الجحيم. سألتُ قوسَ قزح: من أنتَ؟ أجابني: أنا غصنٌ من أغصان شجرةٍ في الجنة ونسمة مُترعة بألوان السعادة. سألتُ النجوم: من أنتِ؟ أجابتني: أنا قلوبٌ نقيّة تنبضُ في الفردوس بلهفة قلوب المحبين، أنا أفواهُ ملائكة وُلِدت للتو. سألتُ الكونَ: من أنتَ؟ لم يُجبني بحرف، لكنه ملأ أسماعي بصمته الصافي المُثقل بضجيج ملايين الأسئلة المُعلقة. سألتُ الشجرة: من أنتِ؟ أجابتني: أنا التي تمتد أغصاني في جميع الاتجاهات دون أن أنسى أصليَ الواحد. ثم نظرتُ الى الإنسان وسألتُهُ: من أنتَ؟ نظرَ اليَّ نظرةً مِلؤها التناقضات وتركني وحيداً أبحثُ بيأسٍ عن مخرجٍ من أدغال التساؤلات.
المهمّشون
بعد أن انتهيتُ من شراء الخُضار والفواكه من السوق، وضعتُ المأكولات الصلبة في أسفل الكيس والمأكولات الهشّة في الأعلى كما يفعلُ الجميع، فتذكرتُ على الفور كيف نفعلُ العكسَ مع الفئات المُهمّشة في المجتمع لتُسحقَ أكثر مما هي مسحوقة.
الخيرات الإلهية
في ليلة شديدة الصفاء مُضمّخة بسحر السكون، استلقيتُ على سطح المنزل أتأملُ نزيفَ النجوم المتواتر، من نقاء بياضها اكتشفتُ روعة سواد الكون، بدأتُ أنهلُ من معينها الذي لا ينضب، امتلأت روحي بصفاءٍ لم أعرف مثيلا له من قبل، خُيّل اليّ أنّ النجومَ ثقوبٌ يتدفقُ منها نور الله، حاولتُ إحصاءها... لكنني تذكرتُ أنه من المستحيل إحصاء الخيرات الإلهية.
الشيطان
عندما سُئلَ أبناءُ الشيطان عن أخلاق أبيهم أجابوا بمنتهى الحماسة وبصوتٍ واحد: من أنبلِ المخلوقات وأنقاهم قلباً.
الإنسانية
ما أكبركِ أيّتها المحبة وما أصغرَ ملجأكِ في هذا العالم المترامي الأحقاد، ما أطهركَ أيها التسامح المسجون في أقبية التلوث، ما أنبلكِ أيتها الانسانية المجلودة بسياط الكراهية، ما أروعكِ أيتها الكرامة... الأنثى الأكثر تعرضاً للاغتصاب على مرّ العصور، ما أنقاكِ أيتها الإنسانية الملوثة بالإنسان.
المرأة العارية
ذات يوم سمعتُ عن وجود امرأة مجنونة تتجولُ عارية تماماً في أكبر ساحة في المدينة، فانطلقتُ توّاً إلى هناك مدفوعاً بعشقي الشديد للمرأة، لكنني لاحظتُ بأنَّ الجميعَ كانوا يهربون من مكان تواجدها بذُعر بعدما كانوا مُقبلين بحماسة، أثار الأمرُ استغرابي الشديد، وعندما اقتربتُ منها بما يكفي لأتأكد من طبيعتها أدركتُ أنها لم تكن سوى الحقيقة، فأطلقتُ ساقيَّ للريح حتى سبقتُ الجميع.
أسامة الحويج العمر
كاتب وشاعر سوري