في حقلٍ طينيٍّ قرب حدود الدولة
كان مخيّم
خيَمٌ وحبالُ غسيلٍ وبراميل
أكوامٌ من حطبِ الزيتون الأخضر
بردٌ ورياحٌ وصياح، أطفالٌ من جوعٍ تزأر
في وحل الطرقات تنادَوا:
قد جاء الضيف المسؤول
هُرِعوا للقاءٍ مأمول
قالوا من هذا المسؤول؟
أمن داعش أو جيش الأحرار؟
ساخت أرجلهم في الطين
بعد قليل يتوقّف سيلُ الأمطار
دخلوا، وقفوا، جلسوا لا أدري
بحثوا عن ذاك القادم من عمق الأسفار
قال أحدهم: لعلّ السيارة قد علقت بالطين
ردّ الآخر: لا لن يأتي مسؤول يلبس جاكيتاً وكرافه،
يزحف بين الماء وبين الطين
سكتوا، بردوا، دمعت أعينهم أو ضحكوا
- هيّا نشرب بعض الشاي
- من يملك كأساً فليُحضره
- وإبريقاً
- بعض الأعشاب
- لا تنسوا تلقيمة شاي
- أين السكّر؟
- لا حاجة للسكّر، نحن نموت بمرض السكّر
- هاتوا الماء، من ذاك البرميل الأسود، قد جمّعتُ المطر هناك
قعدوا حول النار وإبريق فوق الأحجار
كانت أعينهم تتلاشى، تغفو
هجم الدفء على الأعضاء
ناموا من شدة إعياء، وغلى الماء.
عبد الغني عون
شاعر سوري