ذاكرة الفن التشكيلي السوري


 

الفنّان التشكيلي

سهيل الأحدب

 

 

 

نشأ الفنان سهيل الأحدب في بيئة تقليدية محافظة في مدينة حماة التي أبصر النور فيها في العام 1915، أدرك الأحدب في عمر مبكر أهمية الفن وسعى لممارسته ودراسته بالرغم من عدم تقبل محيطه الاجتماعي له، سافر إلى بيروت يافعاً للعمل علّه يتمكن من تحقيق حلمه بدراسة الفن، يقول الفنان موريس سنكري: (عندما اختار الأحدب طريق الفن من أجل خلاصه الفردي كان يدرك تماما أنه خلاص إذا ما اضحى جمعيّا، فانه سيكون عامل تنوير لا حدود لآفاقه، لهذا أصر رغم اعتراض المحيط على المضي في طريقه ليكون هذا الخلاص جمعيّا). سافر سهيل الى إيطاليا لدراسة الفن في الأكاديمية الملكية-فلورنسا بين العامين (1935_1938) وتخرج منها بدرجة جيد جداً بمشروع تناول نضال الشعب السوري ضد المستعمر الفرنسي آنذاك. عمل مدرسا لمادة التربية الفنية في عدد من المدارس ثم درس في معهد إعداد المدرسين(حلب)، أسس مركز الفنون التشكيلية عام 1961 بدعم من وزارة الثقافة وعمل مديراً له حتى وفاته ليحمل هذا المركز اسمه حتى يومنا هذا.

شكل سهيل الأحدب علامة بارزة في التشكيل السوري بإنتاجه متعدد التقانات، انتقى لوحاته من البيئة السورية بجميع أبعادها الانسانية والحضارية والطبيعية، تظهر بيئة حماة بشكل خاص في لوحاته بطبيعتها ونهرها، بألوانها المختلفة والمميزة، لم يقدم الأحدب موضوعاته بواقعية تسجيلية حرفية كما كان الحال لدى معظم فناني جيله بل اشتغل لاختزال الأشكال الواقعية وإضفاء لمسة حداثية انطباعية فيها الكثير من العفوية وصدق الانفعال. من أشهر أعماله لوحة (باب الجابية).

كان نتاج الفنان سهيل الأحدب منوعاً غير غزير بسبب انشغاله بالتدريس والبحث من جهة، وبسبب حريقٍ تعرضت له أعماله ودراساته الفنية أنشبه والده فيها عام 1945. رحل الفنان الأحدب في مدينة حماه عام 1969 بعد تجربة فنية صعبة ساهم خلالها بدعم الحركة التشكيلية في مدينة حماه ودفع جيل الشباب الموهوب الى العمل الفني. نال وسام الاستحقاق السوري تكريما له على إنجازاته الفنية وجهوده في إغناء الحركة التشكيلية السورية.

 

 

يسر عيّان

كاتب سوري

 

Whatsapp