مؤتمر روما 2021


 

انعقد مؤتمر دولي في مدينة روما يوم الاثنين (28 يونيو/حزيران 2021) وشارك فيه 83 وزيراً إضافة إلى وزراء خارجية دول عربية مع غياب (روسيا وإيران)، ترأسه وزيرا خارجية إيطاليا والولايات المتحدة، وتمَّ بحث جهود القضاء على بقايا تنظيم داعش في العراق وسوريا.

وناقش موضوع المعابر لإيصال المساعدات الإنسانية عبر معبر (باب الهوى)، الذي يهدد إغلاقه ملايين السوريين بالمجاعة.

وجدد البيان الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في عموم سوريا وتسهيل دخول المساعدات دون عوائق:

  • أكدنا أهمية دعم اللاجئين السوريين والدول المستضيفة لهم حتى يتمكنوا من العودة إلى بلادهم طواعية.

وأكدت الدول أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، الصادر في 2015 الذي نص على خطوات للهدنة وانتقال سياسي في سوريا، هو الحل الوحيد للصراع السوري.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي (أنتوني بلينكن)، عن تقديم 436 مليون دولار كمساعدات إنسانية إضافية لسوريا، مشيراً إلى أن السبيل الوحيد للحل في سوريا هو البدء بالمصالحة والبناء.

وكشف (بلينكن) أن 10 آلاف مقاتل من تنظيم (داعش) لا يزالون محتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية، وطالب الدول التي انضم مواطنوها إلى داعش بإعادة توطينهم وتأهيلهم. 

وكلنا يعلم أن ما يسمى بتنظيم داعش تمَّ تأسيسه من قبل عدد من مخابرات الدول أبرزها أمريكا وإيران وإسرائيل والنظام السوري من أجل تشويه الإسلام وربطه بالإرهاب، ودعوة العالم لمحاربة الإسلام تحت مسمى الإرهاب(داعش).

التحالف الدولي الذي بلغ عدد أعضائه 83 عضواً في عام 2014، أعلن حربه ضد داعش والتزامه بإلحاق الهزيمة به، وقيادة الحملة العسكرية ضده في كُلٍ من العراق وسوريا. 

وقد أعلن التحالف الانتصار على التنظيم عسكرياً في 2017، وفي عام 2019، أعلن عن تحرير آخر معقل متبقٍ لداعش في (الباغوز).

المخابرات التي صنعت داعش لازالت تحتفظ به وتحميه، وتستخدمه لتخويف الدول والشعوب تبريراً لاستعمارها المناطق الغنية بالنفط.

مؤتمر روما لم يأت بجديد وقد حمل بيانه الختامي توضيحاً على أن معاناة السوريين ستستمر إلى زمن طويل، وأن أمريكا ليست بوارد مساعدة الشعب السوري على الخلاص من الطاغية بشار، وأن الملف السوري ليس في قائمة أولوياتها.

وجميع دول العالم  نجحت في تحويل مطالب الشعب السوري الحر بالحرية والخلاص من الطغيان، إلى مساعدات إنسانية، وهذا يعني أنه لا وجود لأية مؤشرات على أن هناك مستقبلاً للسوريين أفضل، وأظهر أن الولايات المتحدة وأوروبا ودول العالم الكبرى عاجزة عن إدخال المساعدات للسوريين في الشمال دون موافقة النظام المجرم وروسيا.

والطامة الكبرى تكمن بدعوة بلكين إلى التصالح والبناء، وهي رسالة إلى الشعب السوري الحر بالقبول بالعودة إلى بيت الطاعة الأسدي، وطلب الغفران منه.

وسبق وأن قالت الإدارة الأمريكية أن سوريا لن تكون أولوية بالنسبة لها، إلا أنها تولي اهتماماً لقضية المساعدات الإنسانية، وأضافت أن روسيا تستخدم قضية المعابر كسلاح للضغط على واشنطن وأوروبا، حيث نجحت روسيا في إغلاق ثلاثة من أربعة معابر كانت توصل المساعدات الإنسانية.

جاء مؤتمر روما كتكملة للمسلسلات الدعائية (دعم الشعب السوري- أصدقاء الشعب السوري)، والتي لم تحقق بمجموعها شيئاً للشعب السوري الحر، لكنها نجحت في دعم نظام السفاح الأسد، ومنحه شرعية وراثة حكم سوريا إلى الأبد.

 

 

صبحي دسوقي

رئيس التحرير

Whatsapp