ذاكرة الفن التشكيلي السوري


 

 

الفنّان التشكيلي

شريف اورفلي

 


 

علم من أعلام التشكيل في مدينة حماة التي أبصر فيها النور عام 1914. أحب الفن والأدب طفلاً وتميز بأعماله الفنية المتقنة. قابل الفنان جورج ميشله ورافقه طيلة فترة إقامته في حماة، وتعلم منه الكثير عن الرسم وقواعده كما كان الفضل لميشله بتوجيه شريف الشاب وتنمية الحس الحداثي لديه وتشجيع تجاربه الانطباعية. دخل دار المعلين في دمشق عام 1929 وتخرج منها عام 1932 بعد نيله المرتبة الأولى فيها، وعين مدرساً للفنون في تجهيز حماة (مدرسة ابن رشد). أوفد إلى مصر لدراسة التصوير في كلية الفنون في القاهرة عام 1946 حيث درس أصول التصوير والرسم على يد خيرة المدرسين المصريين الذين طالما ذكرهم في كتاباته ومقابلاته الصحفية، تخرج من كلية الفنون عام 1950 ليدرّس الفنون في عدد من الثانويات في حماة ودمشق وأخيرا بقي مدرساً في دار المعلمين _دمشق حتى تقاعده عام 1974.

كان للفنان أورفلي تجربة عميقة امتازت بالتنوع وغزارة الإنتاج حيث عمل مديراً للدعاية في شركة الطيران السورية إضافة لتصميم وتنفيذ أعمال الديكور الخاصة بمعرض دمشق الدولي منذ انطلاقته عام 1954.

تنوع أسلوبه بين الواقعية والانطباعية متناولاً الكثير من الموضوعات المستقاة من الحياة الاجتماعية والعمارة الأصيلة للمدن التي قطن بها. تعتبر أعماله سجلا توثيقيا خلّد من خلالها الكثير من الأماكن في سوريا ومصر. يمتاز أسلوبه برهافة الحس وصفاء اللون حيث تدخل أعماله السكينة والتفاؤل إلى قلوب مشاهديها. يذكر أن شريف أورفلي قام بطباعة ست من أجمل لوحاته على بطاقات تذكارية ملونة تجسد نواعير حماه وجسر الكيلانية على نهر العاصي إضافة إلى أحياء قديمة في دمشق والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة.

أما عن رحلاته ونشاطه الفني فقد كان لأورفلي حظ وافر من السفر والتجوال حيث زار الولايات المتحدة ومعظم العواصم الأوربية والعربية مشاركا بأهم المعارض الدولية مثل بينالي الإسكندرية وغيره، كما كان له حضوره الدائم في جميع المعارض التي كانت تقيمها وزارة المعارف والثقافة. أعماله مقتناة في المتحف الوطني ووزارة الثقافة. تم تكريمه بمنحه براءتي تقدير وأوسمة وجوائز عديدة. رحل الفنان شريف عام 2003 في مدينة دمشق بعد تجربة فنية جميلة أثرى من خلالها التشكيل السوري بالكثير من الأعمال المميزة.

 

 

يسر عيّان

كاتب سوري

Whatsapp