من أنت؟؟


 

من أنت؟

أين أنت؟

أين كنت؟

هل أتيت؟

أم ما زلت مختبئًا في صفحات

روايةٍ لم أكتبها بعد؟

إن كنت قد تجسدت فعلًا

فاهتف باسمي أمام العالمين 

وقل لي: أحبك

تراني جئتك

قبل أن يرتد طرفك

وإن كنت تنتظر في سردابٍ مسردب

أرسل إليَّ موقعك

أنجدك بقوافل المريدين يرفعونك!

فتنقذني من تشرذمي وانصهاري

وتكفُّ يديَّ عن جَلْد روحي

أنا يا إمامي، روحٌ مستنيرة

في جسدٍ زاهدٍ ممزقْ

 تعتاشُ عليهِ نفسٌ

 تواقةٌ للحريةِ والانعتاقْ

تكبّلها أدوارُ مسرحياتٍ مكررة

أمام جمهورٍ بائسٍ يائسٍ

 لا يسمعْ ولا يفقهْ من العشقِ المعتّقِ

نثرةْ...

أنتظرك هنا، في قلبك..

بل هناك في عينيك...

 لكن إن أتيتْ

لا تكتبْ لي أدوار البطولة

لا تحتل مقعد المخرجِ 

فتجعلني أميرةً مصونة 

في برجٍ له ألفُ بابٍ بألفي قفلٍ ومفتاحْ

كي لا يصيبني مكروهٌ

 أو عينُ عاشقٍ ملهوبٍ لا سمحَ الله!

كن مبدعًا، كن ملهِمًا وملهَمًا

تهديني ألوانًا أصيلة، 

أنسجها غيومًا ورديةً ندية

تردد على أسماعي أنغامًا مجيدة

أرقص على سكناتها كصوفيٍّ عاشقٍ

وجد للمحبوب دليلا

تعلمني كلَّ ما لم أستطع عليه صبراً

تمسك يديَّ حينما أهوي

 للسجودِ فوقَ حافةٍ... مخمليةْ

وتأتي مع حشود الملائكة

تهتفُ باسمي

تشجعني، تحملني، فأعتلي

مصطبةً كثرَ الضجيج فيها

حتى لأصبحَ الصمت فوقها

 مدعاةً للشتيمةْ

يحللِ اللهُ بدعائك الرطينِ

وصلاتك النارية

عقدًا من لساني

علَّ قومي يعقلون،

 يصمتون،

ينصتون، 

يفقهون...

*****

طالبْ بقلبي..

طالب بقلبي كما لو كان وطنًا 

انتزع منك بالقوة، 

هاك مفتاحُه بين يديك

يغرز أسنانه في راحتيك يذكّرك.

تنزف دمعًا مخمليًا كدم غزال قتلتَه بنبالك

 تشوبه أربعة من الحروف؛

 الساءُ والفينُ والواوُ واليا

 تتغنى بها كلامًا أو غنا

 وبصمتٍ مطبقٍ أحياناً

صمتكَ الفصيحُ لا يسمعهُ سوى

 قلبٌ يعرفُ لغتك الأولية

ويترجمه قصائدَ مجهولة

مُهرت بتلك الحروف الأربعة

صمتك يحكي كفنجانِ قهوةٍ شاميهْ

كيف ابيضتْ عيناك شوقًا 

وتأججت جراحك تحت العرف غصبًا

لكنّ جراحكَ يا عمري

 ما زالت ملعونةٌ شقيهْ

 بلسمها رقية شرعيهْ

 تتلوها شفتانْ

 حبيبتانِ محببتانْ

 تستسقيان لكَ عند العزيز المقتدر

بأدعيةٍ موروثهْ

 بالحب الصادقِ مغزولهْ

علَّ الخالقَ الأحد الصمد

 يزكي جراحَك

 يتوب عليكْ

يبعث غيثًا لا تظمأ بعده.

 

 

سيوف عارف

شاعرة وكاتبة سورية

Whatsapp