لا تطفئوا الكرة الأرضية فمشواري ليس بطويل، أنا عالقة هنا وهناك، لابد من الذهاب، إنها مشيئة القدر.
أستطيع السيطرة على قلبي، وكيف لي السيطرة على قلوبهم، هي ليست مجرد كلمات، إنها حياة! للحصول على فرصة بالبقاء عليك الامتثال لكل الطلبات، مشكلتي عدم النسيان، لم أتمكن من العودة بدون هذا العشاء، لست قلقة لكني لا أحب طعامهم فيه طعم غريب يشبه الدواء! سأترك مقتنياتي وهي صور وبعض الذكريات، للمرة الأولى لن أحثهم على مرافقتي هو خياري أن أكون وحيدة في تلك اللحظات.
كيف لشخص واحد أن يملأ البيت بالكامل دفئاً وحنان!
قرأت كثيراً عن الفراق ولم أمارسه ولو للحظات، لكنه مورس علي وكان وقعه على قلبي كالموت وأنا على قيد الحياة.
أصارحكم للمرة الأولى أشعر بخوف، لست مضطرة بعد اليوم أن أدعي أني بخير وأني من الأقوياء، ويعود ذلك لأن لي في هذه الدنيا كنز ثمين، هو سبب خوفي وقلقي، هم عائلتي وأحبتي المتفرقون في كل مكان، استطعت أن أجمعهم في قلبي كل هذه السنوات، أتابعهم بشغف وأعيش معهم كل الذكريات، أغمض عيني فأسمع أصواتهم، وعندما أفتحها يمتثلون أمامي كالورود بكل الأشكال والألوان، أيتها الحياة:
لا تضغطي الزر الأحمر!!
ولا تخمدي ناراً بداخلنا ما دامت تدفئنا وتساعدنا على البقاء.
هناك بعض التحولات بعد أن رتبت المكان وصففت الحجارة بكل ثبات، طلب إليَّ أن أعيد ترتيبها من جديد في غير مكان، أنا مهتمة بكل التفاصيل أريدها أن تبقى محافظة على نفس الأناقة والثبات، أنا لست عشوائية الترتيب، فلكل منهم مقام ومكان.
ثمة شيء في قلبي أنني مهما بذلت من جهد لا أفقد الاهتمام، أرسم كل أحبتي وبيوتهم وبيتي وعائلتي وأنا مغمضة العينين، وأصفهم بأجمل الكلمات، لست رسامة ولا أديبة، ولكن لي قلب صافٍ يستطيع أن يحتويهم كلهم دون تميز أو تحيز.
أدركت متأخرة أن الحياة قصيرة ومن حقي أيضاً الاستمتاع، وكلَّ من حولي يحثني على عيشها معهم بكل سعادة وشغف واشتياق.
وعد مني سأعود إليكم بأسرع ما يمكن محملة بالشوق وحب الحياة، سأعيشها معكم كما أردتم، لن أترك فرصة إلا وسأستغلها بالمرح والسفر ولقاء الأحبة والطبيعة والسهر مع الكواكب والنجوم المضيئات، سأصنع من الطبيعة طوق ألبسة لكل من حولي فهو محمل بعطر جميل لا يزول مهما امتدت السنوات.
سأبدو أكثر وسامة مع أحبتي سأعانقهم وأمطرهم بالقبلات، سيتسابقون لرؤيتي ويطلبون مني أن أعالج لهم معظم المشكلات، ينصتون ويستمعون كأنني معهم ملكة الملكات، سؤال يحيرني:
هل يحتاج المعالج إلى معالج؟؟؟
سنجمع في هذا الصيف الكثير من الورود ونزين بها الشوارع والساحات، نلتقط صوراً بطرق مغايرة، سأقف بالمنتصف دوماً وأضم بكلتا يدي أحبتي والحياة.
نجوب الشوارع والسواحل دون انتقاء فكل الأماكن جميلة وممتعة فقط بوجود الحب والصدق والنقاء، لنغتنم كل الفرص ولا نضيع أية ثانية فالحياة رائعة مع الصحة والوفاء.
أنا الآن جاهزة للعودة بعد أن خططنا لقضاء وقتنا بأحضان صيف نملأه ضجيجاً جميلاً ممتعاً يختلف عن باقي السنوات.
إلهام حقي
رئيسة قسم المرأة