أُفكِّرُ بالأمرِ!
أنتِ مُحِقَّةْ
فأَبلَغُ ما في الجَمالِ... الظِلال
وأذكُر ُظِلَ كثيبِ الصحاري
وظِلّ الشُجيراتِ في بيتِ جَدّي
وظِلاً وضعْتِهِ فوق الرموشِ
وظِلَّ انتظاري
(ولوحات رامبرانت)
ظِلُ الكلامِ
فَمِنْ دونِهِ يُصبِحُ الحرفُ عاري
وفي غُرفتي حينَ نُشعِلُ شمعاً
وظلٌ لنا جُنَّ فوقَ الجدارِ
أُفكرُ بالأَمرِ
أنتِ مُحِقّةْ
يصيرُ الوصولُ
(بلا متعةٍ في الطريقِ.. هُروبْ)
وأذكر ما فاتني من حُبورٍ
ومِن لَعِبٍ حينَ خُضتُ الحُروبْ
فلم أنتبه حينَ سِرتُ لِقَصدي
لِوَردٍ على جنباتِ الدروبْ
ولَم أُعطِ للهمسِ ما يَستَحِقُ
ولا اللونُ في الغيمِ عِندَ الغُروبْ
عَدوتُ لأُدرِكَ لحناً قَصياً
وحولي الأَغاني تَجوبُ السُهوبْ
أفكِّر بالأمرِ
أنتِ مُحِقَّهْ (لِم لا تكون الموازينُ بالوقتِ لا بالنقودِ ولا بالذَهَبْ)
فالعُمْرُ والجُهدُ والحَرثُ والحَملُ
وما اجتَهَدَ النّحلُ
حينَ الرحيقِ
ومِن سُكرٍ ٍفي ثنايا القَصَبْ
وتلكَ الأوابِدُ
والغارُ والمَجدُ
دَفْقُ الأَساطير ِعَبْرَ الحُقبْ
رسومُ الكُهوفِ
وسِحرُ النوازِلِ
وخَمرٌ بأقدامِهِنَّ العذارى عَصرنَ
وخبأنه في الجرار
وعتَّقنَ ثم صَببنَه صَبْ
الم يَكُنِ الوقتُ سِرَّ الحُدوثِ
وإكسير كينونَةٍ مُحتَسَبْ
أليسَ جَلياً غَنياً وعَذباً
كصوتِ المزاميرِ ذاتِ القُرَبْ
ِلِم لا تكون الموازينُ بالوقت
لا بالنقودِ ولا بالذَّهَبْ؟
أُفكِّرُ أني مُحِقٌ إذا ما
ضَمَمْتُكِ في الضوءِ حتى التَعَبْ
وقَبَّلتُ ظِلكِ والوقت والدرب
درب الفراشاتِ نَحوَ اللهَبْ
مُحِقٌ إذا ما أنا صِرتُ صَبّ.
سميح شقير
موسيقي وشاعر سوري