يباب
أغْلَقْتُ دونَ الشّوقِ بابي
حتّى تآكلني الهيامُ
ودعا غُرابَ الموتِ يَسكنُ في ثيابي
ماذا سيولَدُ بعدَ هذا الموتِ
في الأرضِ اليبابِ
جرح الوجود
قالت تعاتبني وتسأل عن غِيابي
ولكأتُ كيفَ لدمعِها...
وأموتُ من خجلِ الدّموع
كيف أخبرُ عنْ عذابي
جرحُ الوجودِ
والغَدرُ في حُجبِ الضّبابِ
لو قلتُ مالي حيلةٌ
أسرفتُ...
ما غفرتْ وغلّت
ثمّ ناءتْ للحرابِ
لا عيد
الله يا عيدَ الوجودِ وقد تسامَتْك المشارقُ
والمغاربُ والقلوبُ
كنتَ الحبيبَ لعشقِها وطغى بك الزمنُ الغريبُ
وغدوتَ في مرّ السنين معانداً بعدَ العجافِ،
وقد أدالَ بكَ الرهيبُ
اليومَ لا فرحٌ يجيء ولا نرى سعداً يُجيبُ
لازهرَ يملأُ روحَنا لا صدحةٌ لا عندليبُ
ولنا الفجيعةُ فرحةٌ ولنا المجازرُ والحروبُ
ولنا على عشقٍ جوىً
ولنا الجنايةُ والذنوبُ
ولنا المنافي والخرابْ
ولكلّ شاردةٍ حبيبُ
هل نوّرتْ للعيدِ فينا أمّةٌ وزهتْ قلوبُ
ما مرّ عيدٌ بيننا إلّا وأُثخنتِ البطاحُ
وروّعتْ فينا الشعوبُ
شعبٌ يموتُ بأسرهِ قهراً وتذروهُ الدروبُ
ومنْ إذا شعبٌ يلُوبُ
لا قبرَ إلّا الرّملّ مثوى
فلتعربدْ يا نَعيُّ هوىً
وصاخِبْ يا نَعوبُ
عَيِّدْ إذاً يا عيدُ فوقَ دمائنا
ولتهنأِ الأرضُ الطّروبُ
حسان عزّت
شاعر وكاتب سوري