الفنّان التشكيلي
محمود حماد
(1923-1988)
تعددت مواهب الفنان محمود حماد بين التصوير والحفر وتصميم الميداليات والنصب التذكارية. تميز دراسياً في جميع المواد الدرسية لينال تشجيعا كبيرا من مشرفيه ومدرسيه في المدرسة الايطالية الابتدائية في دمشق ومدرسة التجهيز الثانوية (جودت الهاشمي). سافر الى إيطاليا يافعاً لدراسة الفنون عام 1939 لكن ما لبث أن عاد الى دمشق بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية التي اندلعت في أوربا آنذاك.
التقى الفنان نصير شورى لتنشئ صداقة متينة بين الاثنين امتدت لنهاية حياتهما، اشترك الصديقان بتأسيس مرسم (فيرونيه) عام 1940 مع عدد من رواد الفن السوري، ثم شاركا بتأسيس (الجمعية السورية للفنون) عام 1948 في شارع أبي رمانة، وتوالت النشاطات والمعارض المشتركة بين كلا الفنانين في العديد من المحافظات السورية. شارك حماد في معرض الخريف الأول لينال الجائزة الأولى عن لوحته (معلولا). أوفد في أواسط الخمسينات لدراسة الفنون في روما حيث ربطته هناك علاقة صداقة قوية مع الفنان أدهم إسماعيل. عاد محمود إلى سوريا عام 1957 مدرّسا لمادة التربية الفنية في مدينة درعا مدة عامين، أنتج خلالهما العديد من اللوحات تناولت بيئة حوران الطبيعية والاجتماعية. ساهم بتأسيس كلية الفنون الجميلة في دمشق بعد عودته اليها عام 1960، وتولى عمادة الكلية فيها بين العامين 1970 و1980، تمكن خلالها من تطوير النهج الفني في الكلية وإضافة الكثير من الأساليب. شكل في هذه المرحلة (جماعة دمشق) مع صديقيه نصير شورى والياس الزيات لتكون النواة الأولى للفن التجريدي والحداثي عموما في سوريا.
يتصف أسلوبه الفني بالرصانة والشاعرية جامعاً بين التقاليد الأكاديمية والمعرفة بأساليب الفن الحديث. كان أسلوبه واقعياً في بداياته ثم تدرج الى الانطباعية لينزع الى السريالية أحيانا، أما في مرحلة النضج يظهر الحرف العربي على نحو مفاجـئ في أعماله مع تحولات حروفية فريدة جديدة لتكون سطراً جديدا في كتاب إبداع محمود خصوصاً والتشكيل السوري عموما. صمم الكثير من الطوابع التذكارية التي صدرت عن مؤسسة البريد السورية في مناسبات عدة، كما قام بتصميم العديد من الميداليات الوطنية والنصب التذكارية. من أهم أعماله (فتاة حوران) و(النزوح).
نال العديد من الجوائز المحلية والعالمية منها الجائزة الأولى في معرض (أنتراغرافيك) -ألمانيا عام 1976 ووسام الجمهورية الإيطالية بدرجة فارس عام 1975 والجائزة الأولى في مسابقة المجلس الأعلى للفنون والآداب-سوريا عام 1977. رحل الفنان محمود حماد عام 1988 في مدينته دمشق وكرم بمنحه وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى عما قدمه من جهود فذة بإغناء الحركة التشكيلية السورية المعاصرة والرفع من مكانتها.
يسر عيّان
كاتب سوري