اشتعلت شرارة الثورة السورية المنادية بالحرية والكرامة يوم 15 مارس/آذار 2011 حين خرجت أول مظاهرة في سوق الحميدية بالعاصمة دمشق منددة بالديكتاتورية، وتوهجت يوم 18 حين تحركت درعا بكامل مدنها وقراها معلنة كسر جدار الخوف ومطالبتها بالإفراج عن أبنائها المعتقلين، مما جعل الشعب السوري يهب للوقوف ضد نظام الطاغية بشار الأسد.
واستشهد أول سوري في الثورة السورية في درعا البلد يوم 18 آذار وهو (محمود قطيش الجوابرة)، ثم تلاه الشهيد (حسام عياش) ليكون ثاني شهيد في الثورة السورية.
وبعد تأكد العالم من عدم قدرته على إطفائها، وحتى بعد أن مكن نظام الأسد من إعادة السيطرة على المناطق التي كانت محررة، ورغم التدخل الروسي والإيراني، فإن درعا ظلت شوكة في حلق النظام حيث حشد لاجتياحها من أجل تحطيم كرامة أهلها.
وتعاني درعا البلد ومحيطها من الحصار المطبق الذي تفرضه قوات نظام الأسد والميليشيات الإيرانية الموالية له، عقاباً لأهالي المنطقة على موقفهم الرافض للمشاركة بمسرحية الانتخابات الرئاسية الهزلية التي جرت مؤخراً.
وقد توجه وزير الدفاع السوري المجرم إلى درعا للتمهيد لبدء عملية عسكرية تحت اشرافه وبمشاركة المليشيات الايرانية لاجتياح درعا وتهجير سكانها، وبدأها بالقصف على المدنيين لتهجيرهم وتمكين الإيرانيين بدلا عنهم.
قائد الحملة العسكرية اللواء (حسام لوقا)، رفض عرضاً تقدم به وفد من أهالي درعا وهدد بأنه قادم لجعل درعا البلد مسطرة لغيرها، وطالب جنوده بتحطيم كرامة أهالي درعا.
ولجنة درعا البلد أعلنت فشل المفاوضات مع وفد النظام الذي رفض كل المقترحات المقدمة لحل حصار المنطقة المستمر، وناشدت الدول الفاعلة في الملف السوري بما فيها روسيا والأمم المتحدة التحرك بالسرعة الممكنة لإنهاء الحصار فوراً، وتحذر من النوايا الانتقامية للميليشيات الإيرانية حيال المنطقة بهدف السيطرة على جنوبي سوريا، وتطالب بمنع تصعيد قوات الأسد والميليشيات الإيرانية الطائفية ضد المنطقة المحاصرة الذي يهدد بحدوث كارثة إنسانية وانتهاكات جسيمة، وموجة نزوح ولجوء للأهالي تجاه الأردن.
ما يحدث بدرعا هو حرب على السنة من قبل إيران الشيعية التي يدعمها العالم وإسرائيل، وأمريكا تريد تقديم درعا عربون صداقة لإيران كي تبسط نفوذها وتغير المنطقة ديموغرافياً وتصبح حارسة لحدود إسرائيل، كحزب المخدرات في جنوب لبنان.
إيران صاحبة القرار المتحكم بدرعا، أما العصابة الحاكمة الأسدية فهي منفذة لرغبة إسرائيل وأمريكا، وستسحب روسيا قواتها من الجنوب تاركة التحكم به لإيران التي تخطط للتمدد في الأردن لتدميرها ونشر التشيع بها.
لقد تقدم أهالي درعا البلد بأكثر من اقتراح لتجنب المجزرة المرتقبة، لكن جميع الاقتراحات قوبلت بالرفض، لأن الهدف هو النيل من كرامة مهد الثورة، والتأكيد على انتصار الاستبداد على الحرية والكرامة.
أهالي درعا أعلنوا النفير العام وحملوا ما يمكن من أسلحة للدفاع عن أرضهم وعرضهم.
بعض الناشطين ناشدوا وطالبوا بحماية دولية لأهلنا في درعا، متناسين أن دول العالم التي يناشدونها هي من حمت وتحمي وتدعم القاتل، وهي من تسعى إلى تمكين إيران من السيطرة على جميع البلاد العربية كونها حليف حقيقي لإسرائيل التي لا ترغب تبديله.
صمت دولي وعربي عما يحصل في درعا وإدلب كما صمتوا عند ذبح سوريا واحتلالها، هذا الصمت يعني الشراكة في قتلنا.
أحرار درعا الشرفاء يعيدون سيرة الثورة السورية الأولى ولأنهم يريدون العيش بكرامة أعلنوا النفير العام وحملوا سلاحهم للدفاع عن الثورة والوطن، بينما الخونة يراقبون ما يحدث بصمت ويتابعون مهامهم بسلب وسرقة ثورتنا.
ومن لم ينتفض نصرة لدرعا فهو مرتزق وسلاحه مأجور لأن الثائر الحر يدافع عن سوريا كلها ضد النظام المجرم وروسيا وإيران وسلاحه لخدمة ثورتها.