1-
الشعراء المحنّطون
الذين يجلسون بقيافة الكاهن
وكآبة أبو الهول
لا يعني وجودهم شيئا إلّا كتابة قصائد في نشيد الموتى
2_ ليس شعراً وإن شبّه لهم
لعلّ المداخلاتِ النقديةَ الشاعرةَ تكونُ أعلى من اللوحاتِ والقصائدَ عندَ بعضِ اللاعبين كتابةً، فتغطّي على ضعفِ الموهبةِ الشّعريةِ وسحريّتَها، فنحسبُ قصائدَ التجريد الباردِ قصائدَ إبداعٍ.
وشتّان بين النقدِ وبينَ الشعر، فعموم النقاد المجيدين في العالم الذين اشتهروا نقاداً لم يملكوا من مواهبِ الشّعرِ والفنّ المبدعِ إلّا المخادعةَ، لأنّهم في النقد فكراً وتنظيراً وتصنيفاً وتعريفا، بل منهم من يطرحُ وصايا ليتخذَها الشعراءُ، أقصد العشاقَ، أقصدُ المجانينَ غايةً وسبيلاً..
وهيهاتَ هيهاتَ لأنّ الشّعر لا يمشي ولا يقومُ على السّككِ والمسبقاتِ، بل على مداراتِ الكواكبِ والنجومِ...، والنقاد الأوصياء يشبهون من ينصبُ السككَ والقواعدَ لتمشي عليها قطاراتُ الخردة والفحمِ والنفايات...
في الوقت الذي بقيَ شعراءُ العبقريّةِ والإبداعِ في الشعريّةِ الساحرةِ والمدهشة...
وأبداً أبداً
كلّ مالا لَوْعةَ فيه
كلّ ما لا غوىً حرّاقا من مشاعرَ ورؤيا فنّ، لن يكونَ قصيدةً أو لوحةً فنيْةً وإن شبّه لهم... أمّا التجريد، والرصفُ العقليّ المتزيّي بشكلٍ فمرجعهُ اللوغاريتمات وكروكياتُ الهندسة الزاحفة للزحافيات، وما كيلُ المديحِ لأشباهِ الشّعرِ والفنّ (ولمن لبسَ جلدَ غيرِه) إلّا دليلَ المجاملةِ، من باب اللطفِ أو المداهنةِ ومن باب الإيحاء بالمعرفة، والخبرة، والذّوق...
حسان عزّت
شاعر وكاتب سوري