أعلن الناطق باسم لجنة التفاوض بدرعا:
وصلنا إلى طريق مسدود بالمفاوضات مع النظام، وأبلغنا اللجنة الأمنية والجانب الروسي بأن أهالي أحياء درعا المحاصرة غير قادرين على تقبل شروط تسليم السلاح وتفتيش المنازل والتعايش مع وجود حواجز عسكرية في أحيائهم، وطلبنا من اللجنة الأمنية والجانب الروسي تأمين طريق تهجير آمن لأهالي الأحياء المحاصرة إلى الأردن أو تركيا.
كل هذا يحدث وصمت كبير داخلي وعربي وعالمي وإعلامي، ويثبت أن العالم موافق على قتل مدينة وتهجير أهلها وهذا دليل على مستوى الانحطاط الذي وصلت إليه البشرية.
المستغرب حد الدهشة أنه لازال هناك بشر يتابعون الأحداث الدموية بدم بارد ولا يهتمون بالأبرياء الذين يموتون تحت القصف وتتمزق أجساد أطفالهم، ويديرون ظهورهم لشعب يهجر من أرضه فقط لإرضاء إسرائيل وأمريكا وعميلتهما إيران.
روسيا تعتمد على الخديعة من خلال تمييع القضايا بمفاوضات ومن ثم النكث بها واستغلالها، لتحقيق المكاسب للعصابة الأسدية كما حدث في عموم سوريا حيث تمكنت من خلال الهدن والمصالحات والتسويات إرغام الأحرار على تسليم أسلحتهم الثقيلة، وإعادة غالبية المناطق المحررة إلى نظام الأسد المجرم.
ما يجري في درعا يثبت أن أمريكا والعالم يريدون بقاء إيران والميليشيات الشيعية في سورية تنفيذاً لأوامر إسرائيل التي تريد من إيران أن تنشئ ضاحية في الجنوب السوري شبيهة بضاحية لبنان الجنوبية لحراسة حدودها بعد أن منح السفاح الأسد أكثر من ثلاثة ملايين إيراني الجنسية السورية.
إسرائيل تريد تطبيق إتفاق التغيير الديموغرافي بكافة بنوده وتهجير الأحرار وتسليم منازلهم وأملاكهم للإيرانيين كي ينشروا التشيع ويحموا حدود إسرائيل، وهذا دليل على أن إيران هي سيدة القرار بما يخص درعا والجنوب السوري، وروسيا ليست سوى حليف لها يتلاعب بالأوراق الداخلية والدولية لصالحها.
ودفعت الحملة العسكرية على مدينة درعا أكثر من 38 ألف شخص إلى النزوح، تنفيذاً لشعار عصابة الأسد:
الأسد أو نحرق البلد، وإما الركوع والتجويع أو الترحيل.
وهذا يعني قرب قوع إبادة جماعية لسكان درعا الذين يصرون على حقهم في التمسك بأرضهم وعدم الاستسلام والخضوع لنظام الأسد الطائفي والقوى الإيرانية التي تشاركه الهجوم والقتل.
استشهد العديد من الثوار والمدنيين من أبناء درعا النبلاء، في المعركة الأخيرة معركة الكرامة دفاعاً عن حصن الثورة السورية ومهدها الأخير، وكان بإمكان صمودهم أن يتحول إلى نصر لو تحركت الفصائل المسلحة وفتحت جبهاتها، لكن مع الأسف تم خذلانهم وخذلان شعبنا ممن وثقنا بهم يوماً.
سيذكر اسم درعا على صفحات التاريخ كنموذج للمقاومة الاسطورية وفي ذاكرة الأجيال المتلاحقة دليلا على شموخهم وكبريائهم.
وسيذكر أن الأحرار من أبناء درعا فاوضوا العصابة الأسدية وروسيا المحتلة، وإيران القاتلة بشموخ الأبطال، وأن ممثلهم (أبوعلي محاميد) كان يمثل كل سوري حر طالب بالحرية والكرامة، فاوضهم بلباسه الشعبي البسيط و(كلاشه)، جلس بثقة وهو يعلم بأن وراءه رجالاً ليسوا مأجورين تابعين ولصوص.
(كلاشه) سيدخل التاريخ ويصبح مثالا للعزة وللكرامة، بينما الآخرون من اللصوص والمرتزقة سيصبحون مثلا للذل والإهانة رغم مناصبهم وقصورهم وجيوشهم.
أخيراً:
إيران مشروعها الطائفي التدميري كبير وبعد تهجير أهل درعا ستكون وجهتها القادمة الأردن والخليج العربي، والاحتلال الروسي بات منفذاً للمشروع الإيراني في الجنوب السوري وفق تفاهمات مع أمريكا وإسرائيل وعدد من الدول العربية.
صبحي دسوقي
رئيس التحرير