قصائد 


 


 


 

  1. خسرتُ في الحُبِ

 

خسرتُ في الحُبِ

خسرتُ كثيراً

لأني قارئٌ سيئٌ لإشاراتِ النساءْ

مثلَ راصدٍ سيئٍ للطقسِ

أَتركُ مَظلتي في اليومِ الماطرِ

وألبس مِعطفي الثقيلِ 

في ربيعِ الوقتْ

خَسِرتُ في الحُبِ 

خسرتُ كثيراً

لأني رأيتهنَّ أغاني

فغنيتُهُنَّ حتى شَهَقْنَ بِالآه

وكانَ لا بُدَّ للعَزفِ أَن ينتهي

وأُعاني

خَسِرتُ في الحُبِ

خَسِرتُ كثيراً

وكم عاشقٍ في الحَماقَةِ مِثلي

لأني تَركتُ الفراشات حولي

وطاردتُ وَهجَ سرابٍ كَذوبٍ

لِمَنْ لم يَمِلْ لي

وكم في رِهانٍ

خَسِرتُ رِهاني

خَسِرتُ كثيراً

عبيراً يَفوحُ بفيء الظِلالْ 

شهياً كفاكهَةٍ في السِلالْ

وبينَ يَديَّ يُذيبُ الثواني

وعيني على ما وراء الجبالْ

خَسِرتُ في الحُبِ 

خَسِرتُ كثيراً

لأني أردتُ احتراقاً يَليقُ

بحبٍ مُحالْ

وحين أَعُدُّ السِهامَ التي أخطأتها الأماني

أراني خَسِرتُ في الحُبِ

خَسِرتُ كثيراً 

وربِحتُ في الحُبِ 

تلك الأغانيْ

 

  1. خارج القطيع

‎ستكون وحدك في العراء

حيث لا كلابٌ لتحرسك ولا عصاً تَهُشُّكَ نحو الدروب

‎لكنك ستكون أنت خارج القطيع

‎ستحنّ إلى رائحةٍ وثُغاء

‎وإلى غُبار المَسير بين جموعٍ

‎لا يشغلها سؤال المصير

‎لكن غشاوةً تنزاح عن عينيك

‎ستمنحك الذهول

‎وسبعاً وسبعين لوناً جديداً 

‎وسبعة سابقين

‎وفي صفحة الماء 

‎سترى وجهك أجمل

‎وتتهاوى الخُرافاتُ حولكَ

‎كنيازكٍ محترقةْ

‎وكانهيارات الثلوج عن الجبال

‎وخارج القطيع ستستبدل الفَرو

‎بدفء وجود صديق 

يشاركك المعاني وجمر السؤالْ

‎ستترك خلفك البوصلة

‎ونجمة القطب 

‎والخرائط

‎لتكتشف كوناً جديداً 

‎شاسعاً واسعاً سحيقاً وخصباً

‎ساحراً آسراً عُمْقُهُ أذهلكْ

‎كله داخلكْ

‎خارج القطيع

‎ستَكتُب قصائداً بلا قافية

‎أجمل من مزامير الرعاة

‎ومن قرون الغزلان

‎وخلفك تماماً

‎ستبدو المنابر والأصوات الجَهورية مرميةً كخردةٍ بالية 

‎وخارج القطيع

ستكون هناك 

حيث يكون الراعي 

‎أخطر عليك من الذئاب

 

  1. لا تنتظريني

‎لا تنتظريني

‎فأنا غداً أَحدٌ غَيري

‎يلبس قُمصاني

‎وينامُ في سريري

‎ويردُّ على الرسائل باسمي

‎غيومٌ كثيرة ستعبر ما بينماكُنتُ حيناً 

‎وما سأكون

‎بلادٌ وصحبٌ وأوقاتُ حُريةٍ مشتهاةٍ

‎وبِضْعُ سجون

‎وليس جلياً غداً من أنا 

‎وما يعتريني

‎لا تنتظريني

‎من الآن لو تتركين الرسائل فوق الرفوف

‎فلا فائدة

‎سينسى الطريق خُطى من مشى فوقه بعدَ حينْ

‎تفرُّ السناجبُ 

‎تأتي ذئابٌ

‎وتفتَرِسُ غزالات اليقينْ

‎هنالكَ ما يشغل البال حولكِ غير الحنين

‎سترمين في آخر الأمر ورداً 

‎تَجَفَّفَ مختبئاً في كتابْ

‎وصوتُ الكمنجات 

‎سيبقى يؤرق نومكِ حيناً 

‎وفي آخر الأمر 

‎يدٌ سترتب هذا الخراب

‎لا تنتظريني

 

  1. ليس بعد

‎ليس بعد 

‎فما زال ظِلّي يُسابِقُني حيناً 

‎وحيناً أَجُرُّهُ خلفي

‎ككلبٍ رماديّ أليف ٍ لا يراهُ أَحدْ

‎ليس بعد

‎فمازال بي شغفٌ

‎لِما خلف الجبال

‎وللضَياعِ بزحمةِ المُدنِ الغريبةِ

‎للروايات التي تأخُذُني مني 

‎وتتركُ فِيّ أبطال الرواية نابِضينْ

‎ليس بعد

‎وصديقي الشاعريُّ مصيرهُ رهنَ الغموضِ هناكَ في السجن البعيد

‎ليس بعد

‎وقبل أن أحظى مصادفةً بعطرٍ عابرٍ 

يوقظ فيٍّ الذكريات

‎وألتَفِتْ... فأراكِ

‎ليس بعد

‎إذ لم أزُر للآن إِثر حضارة (المايا)

‎على كتف المحيط

‎ولا (سيفار) حيث كُهوفُ (طاسيلي)

‎بصحراء الجزائر

‎ليس بعد

‎وعازفُ الكمان العجوز 

‎في حانةٍ قُربَ النهرِ لم يزل في نَشوةٍ 

‎يَعزِفُ الكأسَ

‎ويَرشفُ الموسيقى

‎لا ليس بعد 

‎أيها النيزك.

 

 

سميح شقير

فنان وشاعر سوري

Whatsapp