تمرض النساء في الشتاء أكثر
تنام ظلالهن باكراً خلف الشبابيك
يسقط الكون من قلبي
أستعين مرة بقلب رجل أحببته
وأخرى بعيون طفل قطعت ذراعه الحرب
ليغلق الباب
تمرض النساء أكثر في الشتاء
دون ندم يسلمن أرواحهن للهجران
يجلسن على عتبات البيوت
برقة متناهية يلهون تارة بأحجار الصبر
وأخرى بالذكريات
لم تنقطع الحرب منذ زمن بعيد
يا أيتها الحياة الرائعة في الكوابيس
هلا أمسكت روحي وأخرجتِها من ثقب الباب
لست حزينة
لكنه شقائي الجميل
تمسح به الشاعرات تارة وجوه الدراويش
وأخرى السعادات الصغيرة التي تقفز من فوقها الحياة دون قصد
شقائي الذي يهز قلبك
يجعلك تحتفي بموسيقاك
بضوئك الخاص وأنت تقرأ
أو ربما تبكي الآن
شقائي الذي يحفظ نهايات الحب بيضاء في قلوب العشاق الصغار
يطويها برفق
بحنو مفرط يضعها مكانها في قلب الرب هناك
ثم ينام
ينام فاتحاً ذراعيه للخذلان
شقائي الذي تبتسم من أجله الآن
تمسح به رأس أحفادك القادمين
تستيقظ وحلقك يابس
تهرب منه وتعتقد أنه الشيطان
لم تنقطع الحرب منذ زمن بعيد
يا أيتها الحياة الرائعة في الكوابيس
حفيفك المدفون تحت لساني يؤلمني
يؤلمني أيضاً الشتاء والنسيان
إلهي
كم أتوق للسقوط على صدر كائن خرافي
ينكسر النور على جسدي لكني خائفة
ماذا لو أنه تركَ شعري الطويل متدلياً من القصائد؟
جَرحَهُ دون قصد أو قصه أحدهم
ترك أثره المجنون في خيالات الصغار
فصدقوا أني كنت يوماً موجودة
ماذا لو تركته مختبئاً كما الآن خلف العتبة
ومت أيضاً وأنا خائفة يا الله
تمرض النساء في الشتاء أكثر
تنام ظلالهن باكراً خلف الشبابيك
يسقط الكون من قلبي
والجمال المؤلم كالغبار على المناضد
أخبرني إذا ما استمرت الحرب طويلاً
أكل أحفادنا أيضاً العشب عوضاً عن طعامك
رمت سهام الشقاء آخر رماحها في قلوب نسائك
من سيدلنا على نورك
كيف ستحلم إمرأة مجنونة مثلي
بالسقوط على صدر كائن خرافي
دون أن تكون خائفة يا الله
كيف ستترك شعرها الطويل يتدلى مرة أخرى من القصائد
يسحبه الرجال الأشقياء
ينامون بين طياته
ليستيقظوا مفزوعين
يتساءلون طوال الوقت
إذا ما كانت حياتهم التي عاشوها هنا حقيقية
أم أنها تلك التي تلمع في الكوابيس
تمرض
تمرض النساء أكثر بالشتاء
لست حزينة يا إلهي الجميل
إنه شقائي الرائع
تمسح به تارة وجوه الدراويش
أخرى السعادات الصغيرة التي قفزت من فوقها دون قصد الحياة
شقائي الذي يهز قلبك
يجعلك تحتفي بموسيقاك
بضوئك الخاص وأنت تنظر إليَّ الآن يا الله.
أفين إبراهيم
شاعرة وكاتبة سورية