لمن كل هذا العماء


 

 

عمياءُ عمياء

أكيد... ليسَ للعُربِ عيونٌ ترى الأمويَّ والشامَ في ليالي السوّاد

وشحتارِ من يندبونَ

ومن يلطمون لجاجاً

على جُثةٍ ما دَفَنُوها

لهم في اقتصاصٍ بها من حمام الشآم

وعمرانِها وأطفالِها

وحتّى دوالي البيوتْ

ومنْ خَلْقِ الّله جميعاً

وحتّى المسيحِ الذي لا يموتْ

وهمْ بالحشودِ من الحقْدِ

جيوشٌ لحربٍ ضَرُوها

وعزِّ بلادٍ علَتْ أحرَقُوها

وهُمو منْ هُمو إلا جُثامُ عماءٍ

بصنعِ الأذى وبالحِقدِ فقهاً فقيهاً وَليّاً

لهُ الأمرُ فيهمْ  

وما كانَ "روستامُ بنُ زهرابَ" ربّاً

وما كانَ "كِسرى بنُ شروانَ" إلّا عِتِيّاً

فهلْ بَنى السّيفُ بالحقدِ للنّاسِ مجدا

وهلْ عزّزتْ دولةُ الحقدِ في الرّوح ريّا

 

قطع قديم جديد:

وبعد الذي سامَ فينا الزّنيمُ وأغرى الجيوشَ بشام

مشهدان يظلّان ملءَ الحضورِ

ولا يَغْرُبان

غورو الذي دخلَ الشّامَ يوماً بتاجِ الظّفار والفاتحينَ يومَ أمس

وقالَ بها عندَ ضريح صلاحِ البطل

جملةً وأدْلى بها وأدالَ بِثأرِ الغزاةْ _ أينَ هيَ الآنَ حطّين

وها قدْ رجَعنا يا صلاحَ الدين بنَ أيوبَ

 

وهذا الذّليلُ الخَسِيّ ابنُ ليلِ السوادِ وعُمْيانِه اليومَ

كسيراً منَ الذلّ يَندبُ في الأمويّ

ويلطمُ صدراً وَوَجْهاً بأوداجِ كِسرى

أتيناكِ بالثّأرِ والإنتصار يا شام ..

 

مشهدانِ في شنآنِ الوعودِ وثاراتِها بعدَ خَصيِ الولاةِ

ودمغِ الفُهودِ وذلّ العهودِ 

فأينَ المَشَاهِدُ

من عهدِ عادٍ وشدّادَ تَتْرى 

 

سلامٌ على الشّامِ في الخالدين

دَرَجَتْ في العُصورِ وجاءَ الغزاةُ بعدَ الغزاةِ وظلّتْ عَصيّة 

سلامٌ من الرّوحِ

على وردةٍ في الزّمانِ تظلّ ناضرةً وبهيّةْ 

على روحِنا

وقد أحرقوها

على أرضنا وقد شيّعوها

هو الحقدُ إذاً ليَبني ممالكَهم

ويهدِمَ يحرقَ في الشّام صرحَ الحضارةِ والملكوتْ

والرّوحَ وما يشتهي العاشقونَ

منْ ياسَمِين البياض 

سلامٌ على الشّامِ ثَكلى بِريفَينِ ومسجدِها الأمويّ  

لمْ يُشفَ فيهمْ غليلُ أبي العبّاس سَنْبَكْ 

ولا يَشتفي حِقدُ من أشْعَلُوها

 

العالمُ أعمى أكيدٌ

والسّياساتُ عمياءُ

وعهرُ العماءِ الجديد

 ضاربٌ في عُيونِ الطغاةْ 

وكلّهمْ ضالعونَ بسلخِ الذبيحةِ حتّى الفناءِ

وسُمٌّ لهمْ ضالعٌ في ذَراري الهواءِ

البيوتْ

ومن بعدِ هذا الخرابِ يُداجي المُوالونَ نُكراً

لِمَنْ كلّ هذا العماءُ السكوتُ إذاً

وكُنّا طلَعنا لفَجرٍ ربيعٍ

يُرَفْرفُ في العالمينَ

فهلْ لهمْ من سلامٍ أمين

سلامٌ علينا

بألفٍ وآمين

لا ننتهي نحنُ منْ أرضِنا الرّوحِ

ولا همْ بأحقادِهمْ ينتهون.

 

 

حسّان عزّت

شاعر سوري

Whatsapp