د- رمضان يلدرم: النخبة العربية كانت جزءً من الحالة المأزومة


تحاور صحيفة إشراق الدكتور (رمضان يلدرم) بعد أن صدر كتابه المهم بعنوان(الثورات العربية: التغيير والإستمرارية) عن مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية (SETA) وهو كتاب يتناول الثورات العربية بعد مرور عقد من الزمن، شارك فيه ماينوف عن عشرين شخصية سياسية وأكاديمية، فقد حاولوا الإجابة على تساؤلات الربيع العربي بعد 10 سنوات من انطلاقه. لماذا حدثت الثورات؟ ولماذا أخفقت؟ وفيمَ أخفقت؟ وفي أيّ أمر نجحت؟ وكيف جرى استهدافها؟ وما الدروس المستفادة؟ وهل هناك أي فرص أخرى للتغيير؟

كان من المساهمين الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي، والقيادي المصري المعارض رئيس حزب غد الثورة أيمن نور، والأكاديمي والمفكر العربي السيد سيف الدين عبد الفتاح، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت شفيق  ناظم الغبرا، ومن الباحثين الأتراك السادة  يسل كورت، برهان الدين ضوران، رمضان يلدرم وغيرهم.

رمضان يلدرم الأستاذ في جامعة اسطنبول ورئيس تحرير مجلة رؤية تركية الصادرة أيضًا عن مركز(SETA) إضافة إلى عمله كمحرر ومعد للكتاب المهم، وله بحث تحت عنوان لاهوت ثورات الربيع العربي الإجهاد المجتهد الجديد، فكان لنا معه هذا الحوار المختصر عن الكتاب وعن مقاله بشكل خاص.

_ ما سبب إصدار هذا الكتاب عن الثورات العربية بعد مرور عقد من الزمن؟ أو لنقل لكل كتاب حكاية  فما حكاية الكتاب؟

_سبب إصدار الكتاب أن الثورات العربية اعتبرت من جميع الدارسين والمتابعين مرحلة مفصلية في منطقة الشرق الأوسط وسواء جاء نجاحها أوفشلها فله آثار كبيرة على المنطقة وحتى على النظام الدولي ولهذا كان لابد من إعداد دراسة وتقييم شامل في العقد الأول للثورات وكانت الفكرة أن يساهم في الكتاب نخبة من الأكاديميين والسياسيين حتى تكتمل الصورة.

_استنادًا لبحثكم المهم وحسب رأيكم، هل الربيع العربي كان ثورة أم احتجاج؟

_الثورات العربية تجمع بين معاني الثورات والاحتجاجات فالثورة تحمل معنى تغيير نظام الحكم والسرعة والعنف والفوضى. ولكنها بكل الأحوال أكبر من الإحتجاجات والتي شكلت بداية كل الثورات.

_ تؤكدون في بحثكم على أن الثورة قام بها الشباب، وعادة فكل الثورات يقوم بها الشباب، وتكون القيادة للشباب،  بينما لم نشهد ذلك في ثورات الربيع العربي؟

_كان للشباب أدوار ومشاركة كبيرة في الثورات ولكن الذي برز في واجهة المشهد السياسي كانت الأحزاب الأكثر تنظيمًا.

_تشير في بحثكم المهم إلى مسألة الزمان والمكان وأن الحكام لم يفهموا هذا التغير،  ولم يكونوا قادرين على مواكبة روح العصر، فهل يمكن اعتبار الثورات العربية ثورات شعبية بامتياز، ولا دور للنخب فيها كما هي عادة في الثورات؟ 

_شاركت بعض النخب في الثورات لكن النخبة العربية كانت جزءً من الحالة المأزومة قبل وبعد الثورات ويمكن القول هنا أن الثورات كانت شعبية بدرجة كبيرة جدًا.

_تشيرون أيضًا إلى دور الحركات الإسلامية لكن برأيكم أين أخطأت؟ وهل يمكن أن نقول  بأن التحدي والعداء لها كان أكبر من طاقتها؟

_كان من أبرز الأخطاء للحركات الإسلامية هو عدم إدراك ضرورات التحول من جماعة دينية تقدم خدمات اجتماعية إلى أحزاب سياسية ضمن هيكل الدولة. بالإضافة إلى عوامل أخرى.

_مثل ماذا؟

_الحركات الإسلامية مظلومة ومغلوب على أمرها. وصلوا إلى السلطة بانتخابات نزيهة، لكنهم تعرضوا لانقلاب عسكري. كان العيب الوحيد أنهم لم يكونوا مستعدين للسلطة. لكن الليبراليين والقوميين واليساريين لم يكن لديهم شيء. لقد تعاونوا مع الأنظمة ضد الإسلاميين.

_تطرقتكم في بحثكم حول الأيدلوجيات والمعارضة التي تسلمت قيادة الثورات.فهل يمكن القول أنها كانت العامل المهم من عوامل تشكيل الثورة المضادة؟

_كان للأيديولوجيات الدور المهم في تدهور الثقة واستخدمت في الصراع لكن المسألة الأساسية كانت الصراع على الحكم والنفوذ.

_حول تجربة الاخوان في مصر، كيف ترى علاقتهم مع المجلس العسكري؟ ألم يكن رفض ترشح أول مرشحيهم هو إشارة تحذير؟

_بخصوص مرشحي الإخوان فقد اعتمدت نظرة الإخوان على تقييم بقية المرشحين حيث رأوا أن بقية المرشحين لا يمثلون الثورة وهم من النظام القديم فقدم الإخوان مرشحين الأول هو خيرت الشاطر والثاني هو محمد مرسي، وبسبب الإعتراض القانوني على الشاطر تم المضي مع مرسي.

_ تشير في خاتمة بحثكم إلى أن الثورات المفاجئة  كشفت الخلل الجغرافي والسياسي والإجتماعي في المنطقة  والرهان على الشباب  فهل نفهم أنكم مؤمنون بكون التغيير قادم لا محالة؟

_عملية التغيير لا تتوقف في كل مكان وزمان ولكن طبيعة التغيير تختلف من مكان لآخر ومن ظرف لآخر وهناك تجارب تاريخية استمرت تداعياتها لعقود.

في الختام وبعد تقديم الشكر للدكتور رمضان يلدرم الذي يفضل كعادته الإيجاز، نؤكد على أهمية مساهمته في تحرير مثل هذا الكتاب المميز، والذي أجمع فيه الباحثون على أن الفساد والإستبداد والظلم هو الثالوث الذي يدفع الناس إلى الثورات، وستبقى شعلة الثورة منارة طالما لم ينل الشعب حريته واسترد كرامته أو تمكن من تحقيق العدالة الإجتماعية.

 

علاء الدين حسو

روائي وكاتب سوري 

Whatsapp