انطلق العرض الجماهيري لفيلم (9 أيام في الرقة)، في غالبية المدن الفرنسية ابتداءً من الثامن من ايلول/سبتمبر هذا العام، ضمن حملة ترويج إعلامية وجماهيرية كبيرة له.
الفيلم تناول دور المرأة في إدارة المناطق الكردية في سوريا، من خلال الشخصية المحورية في الفيلم.
والفيلم مرَّ بشكل سريع على ما تعرضت له مدينة الرقة من خراب وقتل وتهجير بعد الخلاص من سيطرة (داعش) الوحشية على المدينة.
مدينة الرقة تقع شمالي شرقي سوريا وتدور فيها أحداث الفيلم، كانت في زمن مضى محتلة، وسميت بعاصمة للخلافة الداعشية، وتمَّ الخلاص من داعش على يد (قوات سوريا الديموقراطية - قسد)، في 17 تشرين الأول (أكتوبر) 2017، وبدعم من قوات التحالف الدولي، الذي استخدم سياسة (الأرض المحروقة) التي حصدت أرواح الآلاف من المدنيين ودمرت البنية التحتية للمدينة والبيوت والمشافي والجسور.
انسحبت داعش تحت حماية طائرات التحالف من الرقة بعد أن أسهمت بتدميرها وقتل وتشريد أهلها، وتكبيدهم ثمناً بشرياً ونفسياً ومادياً باهضاً.
حققت أمريكا مخططها وهدفها في إطالة الاقتتال بين كل مكونات الشعب السوري، وتفتيت نسيجه الواحد.
خراب الرقة:
الرقة التي أنشأت عام 242 قبل الميلاد وسميت في البداية (كالينيكوس)، وهي من أقدم مدن العالم، تعرضت للخراب أربع مرات في تاريخها:
1- في عام /679/ هـ استولى عليها التتار فخربوها.
2- حلً الطاعون بها في سنة /749/هـ، ورحل عنها أهلها.
3-أغار المغول عليها وخربوها في عام /1228/م.
4- في عام 2017 تمَّ تدمير أكثر من 80% منها مع البنية التحتية
والمشافي والمدارس.
الشخصية المحورية في الفلم هي (ليلى مصطفى)، الكردية السورية ابنة الرقة ذات الثلاثين عاماً، والتي أجبرت على الهجرة منها مع عائلتها في ظروف صعبة للغاية بعد أن أمهل داعش جميع أبناء المدينة من الأقلية الكردية (72) ساعة لمغادرة الرقة.
وتنتمي الشابة إلى الأقلية الكردية التي نبذها المجرم (حافظ وابنه بشار الأسد) ثم طردها من الرقة الدواعشة الذين كانوا يهددون بـ «اغتيال» الأكراد.
عادت ليلى مصطفى إلى الرقة بعد تحريرها من داعش وشاركت في تأسيس مجلس الرقة المدني الجديد، في 18 نيسان 2017، ورشحت لرئاسة مشتركة للمجلس الذي يدير شؤون المدينة.
الفيلم مبني على سرد للأحداث من خلال الكاتبة الفرنسية (مارين دوتيلي) التي زارت الرقة وقابلت البطلة وقضت معها 9 أيام، حيث حكت لها قصتها التي ألفتها بكتاب عنونته (المرأة، الحياة، الحرية).
يبالغ الفيلم في دور المهندسة (ليلى مصطفى) ومهامها في مجلس الرقة المدني، رأس الهرم الإداري في المدينة، ويدعي أنها شاركت في إعادة بناء المدينة التي دمر القسم الأكبر منها وأنها تعمل على إعادة الاستقرار والازدهار إليها من خلال المصالحة بين مكوناتها من العرب والكرد والتركمان والأرمن والمسيحيين، وإرساء الديمقراطية فيها؟؟!!.
ويظهر الفيلم لقطات عودة القليل من ملامح الحياة إلى الرقة وسط ركام المباني المدمرة.
الفيلم من تأليف الكاتبة الفرنسية (مارين دوتيلي)، وقد طبع كتابها الذي يحمل عنوان (المرأة، الحياة، الحرية)، وكتبت إهداء إلى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تقول فيه:
أضع بين يديك جزءاً من معاناة شعب لم يرتكب أي جرم سوى أنه طالب بحقوقه المشروعة في الديموقراطية.
صبحي دسوقي
رئيس التحرير