الإعتذار من تركيا


 

أمريكا ودول أوربية تدخلت بالشأن التركي الداخلي وطالبت بإطلاق سراح شخص يُدعى (عثمان كافالا) المتورط بالمحاولة الانقلابية العسكرية على الحكومة الشرعية التركية والتي تسببت بمقتل عشرات المدنيين الأتراك في (15 يوليو عام 2016).

عشر دول لم تحترم القوانين التركية ولم تلتزم بالمادة (41) من اتفاقية فيينا التي تنص على عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول.

دول تدعي الحضارة والرقي والتمسك بحقوق الانسان تعمل ضد تركيا وتضع الخطط لتخريب اقتصادها، وتضع الصعوبات أمام تطلعها بأن تصبح من الدول العظمى عام 2023.

 بدأوا بالهجوم الشرس قبل الانتخابات، بإضعاف الاقتصاد التركي وحصاره والتلاعب بالليرة، ثم المطالبة بإطلاق سراح زعيم المافيا السابق والدولة العميقة وعميل المخابرات الأمريكية "كافالا"، وتحريض المعارضة ضد أردوغان وحزب العدالة. 

سفراء الدول العشرة ارتكبوا خطأً فادحاً لم يحسبوا نتائجه وارتداداته عندما أصدروا تعليمات للدولة القوية المنيعة تركيا، ظنَّ هؤلاء السفراء أنهم في دولة عربية رئيسها خادم ومنفذ لتعليماتهم، فكان لهم الرد الصحيح القوي من الطيب أردوغان الذي لم يعتد على الرضوخ لهم ولدولهم مهما كانت التحديات.

تركيا أصبحت من الدول القوية المنيعة التي يُحسب لها ألف حساب من كبرى دول العالم ولن تسمح بالتدخلات بشؤونها السيادية الداخلية.

أيعقل أن يوقع سفراء عشر دول كبرى (أمريكا، ألمانيا، الدنمارك، فنلندا، فرنسا، هولندا، السويد، كندا، النرويج ونيوزيلندا) على بيان من أجل رجل يحاكم، وتبين أنها خطوة للضغط على تركيا مع اقتراب ٢٠٢٣

عندما يتدخل سفير دولة بشؤون الدولة التي يمثل فيها حكومته فهذا تجاوز للأعراف الدبلوماسية ويعتبر وقحاً وترفض تدخلاته ويعاقب عليها.

تركيا تبحث عن مكان لها بين الكبار وترفض أن تكون تحت وصاية أحد.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه أمر وزارة الخارجية باعتبار السفراء أشخاصاً غير مرغوب فيهم بسبب تدخلهم بالشأن الداخلي السيادي.

وعلى إثر ذلك استدعت وزارة الخارجية السفراء العشرة بسبب بيانهم غير المسؤول، وأبلغتهم أن أنقرة ترفض بشكل قطعي أي تدخل في شؤون القضاء، وأن البيان الذي أصدروه مخالف للأعراف الدبلوماسية. 

وسرعان ما نشرت السفارة الأمريكية تغريدة تراجعت فيها عن بيانها السابق وأعلنت مراعاتها للمادة (41) من اتفاقية فيينا (التي تنص على عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول)، وعلى أثرها قامت سبع سفارات من الدول العشرة بإعادة نشر التغريدة.

لم ينتصر اردوغان لوحده وانما انتصرت معه الدبلوماسية التركية على الدول التي تدخلت في شؤون تركيا الداخلية حيث أدركت هذه الدول خطأها واعتذرت.

أخيراً:

‏- ديمقراطيتهم وعدالتهم هي شعارات مزيفة يتسترون خلفها، ويدعمون الطغاة والمجرمين ويمكنونهم من قتل الأبرياء المدنيين والنساء والأطفال.

  • عندما تطالب دول كبرى بالإفراج عن شخص يتم محاكمته في بلده فهذا دليل على أنه عميلهم، وعندما يقوم رئيس بقتل شعبه ويسكتون عنه ويدعمونه فهو أيضًا عميل لهم.

  •  لماذا لم يصدر سفراء الدول العشرة بياناً يدعون فيه لإطلاق سراح عشرات آلاف الأبرياء في ‎سجون نظام الأسد المجرم. 

  • حمى الله تركيا من مؤامراتهم لأنها الحصن والملاذ المنيع لكل مظلومي العالم من المسلمين.

 

 

صبحي دسوقي

رئيس التحرير

 

Whatsapp