قتل الثورة السورية


 

مازال السوريون مصدومون من خذلان العالم لهم، منذ أكثر من سنين عشر مضت من عمر ثورتهم النقية.

لقد وقف العالم كله في وجه الثورة الرائعة (ثورة الحرية والكرامة والياسمين)، التي خرج فيها السوريون يطالبون بالحرية وهم يهتفون:

  •  (حرية.. حرية.. بدنا بدنا حرية..).

ولكن الحرية التي أرادها السوريون أخافت العالم وأرعبته، فحاربوها بكل ما أوتوا من بطش وجبروت لمنع انتصارها.

بدأت المظاهرات تكبر، وارتعب العالم من سرعة انتشارها واتساعها بعد أن شملت غالبية المدن والقرى السورية، وشارك فيها الكبار والصغار والشيوخ والنساء كلهم معاً هتفوا بصوت واحد: حرية.

حسبَّها العالم المتوحش جيداً، فإن حصل الشعب السوري على حريته، فسينتهي دور عملائهم الحكام الطغاة في العالم العربي، وانتصارها سيدفع بقية الشعوب في البلاد العربية للمطالبة بحقوقهم وحريتهم، وستنقلب مخططاتهم رأساً على عقب، فاجتمعوا على إفشال وقتل الثورة السورية بشتى الوسائل.

ووقف العالم ضدها وأمروا الحكام العرب الذين لهم سطوة على فصائل الجيش الحر بالانسحاب من ساحة العباسيين والعودة إلى أماكنهم السابقة، بعد أن كان الجيش الحر على بعد ساعات من تخليص سوريا من السفاح الأسد والقضاء عليه.

الشعب السوري يعيش حالة صدمة كبيرة لتخلي العالم عنه، ونجاحه بالقضاء على ياسمين سوريا، واستبدالها برائحة البارود والدم، ورائحة حقدهم وغدرهم، نجحوا بوأد ثورتنا وحولوا جمالها إلى معاناة لجوء مزمنة، مزقوا لوحاتنا الوردية، وأبقوا لنا صور معتقلينا وشهدائنا الأبرار خالدة ما بقينا أحياء.

محاربة الثورة السورية هو عار على العالم بأسره، العالم الكاذب الذي يتحدث عن الإنسانية والحريات والديموقراطية وحقوق الحيوانات، وبالواقع هي محرَّمة على السوريين.

حاربوها لأنهم يعلمون أنها إذا انتصرت فستجرف بطريقها كل طغاة العصر، فكانت التضحية بالشعب الحر أسهل الحلول بالنسبة إليهم.

الحزن والمرارة يكمنان في غدر الأصدقاء قبل الأعداء، وكذب من أسموا نفسهم بأصدقاء الشعب السوري.

موقع سوريا على الخارطة صغير جداً، ولم نعرف أنه أكبر مما كنا نظن ونعرف، فهي مهمة للعالم بسبب وجود الكيان الصهيوني المحتل على حدودها، وأن إسرائيل أرغمت العالم بدعم سفاح سوريا لأنه وأبيه المجرم (حافظ) قد سهرا على حراسة وتأمين حدودها، فكانت وفية بدفاعها عنه. 

يعقدون الاجتماعات والمؤتمرات بشكل دائم ويتحدثون عن الثورة وحقوق الشعب السوري، ويطالبون بالإبقاء على سفاح سوريا، ويطالبونه بتحسين سلوكه، متناسين أكثر من مليون شهيد، وأكثر من نصف سكان سوريا الذين هجروا من بيوتهم، التي سكنها الإيرانيين والفصائل الشيعية المرتزقة.

أكثر من (55) ألف صورة موثقة لشهداء التعذيب أوصلها لهم (قيصر)، فاكتفوا بأن وضعوها في معرض صور.

ثورتنا درسٌ عظيم لكل ثورات العالم، وإن دونها التاريخ على حقيقتها فستظهر نقائها ونبلها وإجرام العالم بحقها، هي ثورة عظيمة ضربت السائد المتحجر وكشفت حقيقة العالم وأسقطت أقنعته، وأظهرت كذبه في ادعائه الحضارة والرقي والانسانية، وأظهرت حقيقته كعالم متوحش يتمسك بشريعة الغاب.

ثورتنا إنسانية سامية، وسنترك لأطفالنا جيل المستقبل رسالة تظهر حقيقة ثورتنا ووجهها النقي، ندعوهم فيها ألا ينسوا حقنا في الحياة الكريمة، وأن يكملوا هذه الثورة العظيمة، وألا يهدروا دماء الشهداء التي أريقت من أجلها.

ستبقى سوريا الحرة وثورتها العظيمة عصية على العالم، بالرغم من كل محاولاتهم لقتلها.

الثورة السورية فكرة نبيلة والأفكار السامية قد تحارب وتهزم ولكنها لن تموت، وستنهض كالعنقاء من تحت الرماد.

 

ثورتنا ستنتصر، وسوريا للسوريين وليست لعائلة الأسد المجرمة.

 

 

صبحي دسوقي

رئيس التحرير

 

 

Whatsapp