يحق لصحيفة إشراق وهي تنهي عامها السادس وتستعد لانطلاقتها الجديدة في عامها السابع أن تتجاوز كلَّ الطقوس والاحتفالات المشابهة، وتصرف نظرها عن إطفاء شموعها الستة التي مرَّت، وتبقي عليها متقدة وتدعو لشمعتها السابعة أن تشتعل وتبقى متألقة ومتوهجة مع سنوات عمرها المتميزة.
الاستعدادات متواصلة لإصدارها باللغة الفرنسية، مع إصدار طبعات مرافقة لها باللغات الإنكليزية والألمانية والسويدية والهولندية، لتصل إلى مصاف الصحف العالمية.
إشراق استطاعت أن تثبت وجودها وحضورها الإعلامي، لأنها التزمت بسياستها التحريرية التي انطلقت بها من أجل التقارب الثقافي السوري التركي، والحفاظ على روح الثورة السورية التي قامت من أجل الحرية والكرامة والخلاص من الديكتاتورية التي تحكم سوريا بالحديد والنار.
سنوات حافلة مرَّت بها إشراق منذ بداية تكون الفكرة والعمل على تحقيقها، وكانت تتويجاً لجهد بدأناه في تركيا في شباط عام 2010 لتعزيز فكرة التقارب الثقافي الفكري السوري التركي، ومن خلال فعالية شارك فيها عدد كبير من الأدباء والكتّاب والصحفيين السوريين والأتراك في مدينة أورفا التركية لأيام بعنوان (الأدب التركي بعيون عربية) وقد استمر هذا اللقاء بدعوة عدد من الكتّاب والصحفيين الأتراك إلى مدينة الرقة السورية للمشاركة بفعاليات ثقافية بعنوان (الأدب العربي بعيون تركية).
وفي لقاءاتي المتكررة مع الأستاذ (جمال مصطفى) رئيس منظمة منبر الشام قام بتعريفي على المفكر التركي الأستاذ (تورغاي ألدمير) رئيس مجلس إدارة (بلبل زادة ومنظمة منبر الأناضول في تركيا)، وخلال اللقاءات تعمقت معرفتي به وتحولت تدريجياً إلى صداقة وأخوة، فكلفني بإيجاد طرق لإحياء فكرة التقارب الثقافي الفكري السوري التركي، فعرضت عليه فكرة اصدار مجلة جامعة للأتراك والسوريين فكلفني بتأسيسها ورئاسة تحريرها ووعد بدعم استمرارها.
في تشرين الثاني عام 2015 تمَّ تصميم وإصدار عددها التجريبي الأول، ووصلتنا مقترحات وآراء من عدد من الكتَّاب والقراء، وتمًّ الحصول على ترخيصها من قبل إدارة المطبوعات التركية وتثبيت صفتي كمدير تنفيذي لها، وفي 1/12/2015 صدر عددها الأول ولا زال مستمراً بسبب إصرار الأستاذ (تورغاي ألدمير) على تنفيذ وعده لي باستمرارها.
هو أمر فائق الغرابة في استمرار مطبوعة سورية ثورية بالصدور لست سنوات، ومدهش هذا الرصيد الكبير، (144) عدداً حققه إصرار المبدعين والكتَّاب السوريين والأتراك والعرب الذين يجاهدون على رفدها بإبداعاتهم من أجل استمرارها وتميزها.
هذا الإصرار والبسالة في بذل الجهود لاستمرارها يعني أن اشراق استطاعت أن تكون جامعة لكل الأطياف ولم تستأثر بالنشر لأشخاص محددين، لقد فتحت صفحاتها أمام المبدعين العرب فتسابقوا إلى النشر فيها.
مئة وأربعة وأربعون عدداً، يحق لي أن أتباهى بها وأفرح وأفتخر فقد جنيت ثمرة جهدي وتعبي، وها هي إشراق تثبت أنها علامة مميزة وفارقة بالإعلام السوري الحر.
فخور أنني أسستها وترأست تحريرها لمئة وأربعة وأربعون عدداً وهذا رقم يعتبر إنجازاً في عالم الصحافة، لأنه أنجز بدعم مالي بسيط صاحبه دعم معنوي كبير من قبل كلَّ من تابعها وكتب فيها.
الشكر والتقدير والامتنان لكل من كتب فيها ولكل من قرأها، ولداعميها المفكر التركي الأستاذ (تورغاي ألدمير)، وللأستاذ (جمال مصطفى).
صبحي دسوقي
رئيس التحرير