المجرم بالوراثة حافظ الأسد وعائلته أنموذجاً 


 

 

لو قيّض للطبيب وعالم الجريمة الإيطالي الشهير سيزار لومبروزو أن يعاصر فترة استيلاء المجرم حافظ الوحش على الحكم في سورية، وما ارتكبه، في سبيل الوصول إلى السلطة والتفرّد بها، من خيانات واغتيالات لم ينج منها حتى شركاؤه في المؤامرة التي أودت بالوطن والمواطن، لو أنه شهد الكم الهائل من الجرائم التي ارتكبها حافظ وأخوه رفعت ووريثه القاصر بشار وبقية زمرتهم النتنة بحقّ الدولة والشعب، لوجد في هذه العائلة الوضيعة بدءاً بالجدّ سليمان الوحش مروراً بالأبناء والأحفاد وصولاً إلى أصغر مولود أنموذجه الأهم وبرهانه القاطع، ودليله الدامغ الذي سيلجم مناوئيه ويخرس منتقدي نظريّته الرائدة.

هل يفرح الإنسان ويهلل لموت إنسان؟!

بلى، إذا كان الميت وحشاً ضارياً على هيئة بشر لا ينتمي ولا يمتّ بصلةٍ للإنسان، إلاّ من خلال صورة له مشوّهة وخادعة...

 وهل يمكن للعنة على الروح أن تكون نشيداً جماعيّاً للقلوب وأغنية طربية تبعث على النشوة والتمايل والرقص، وتخلّف كثيراً من الراحة والبهجة، بل وتحرّر اللاعن من إرث الخوف والقهر وتشفي صدره من بعض ما ينوء به من غلّ ؟؟!!

بلى أيضاً وبكلّ تأكيد، إن كانت هذه الروح فزّاعة متحركة بمخالب وأنياب نجسة مسمومة، تنشر الخراب والموت أينما حلّت أو ارتحلت، بل وثقباً أسود لا يشبع من ابتلاع الدم والقيح والأشلاء البشريّة الممزّقة. 

كان العاشر من حزيران عام ألفين يوماً مختلفاً عمّا سبقه، أعلن فيه عن موت مجرم لم يشهد تاريخ سوريّة وجود مثيله في طغيانه وفداحة إجرامه، كان يوما تزلزلت فيه القلوب وران على البشر والحجر والشجر صمت عميق بعينين مبيضّتين، مفتوحتين على انتظار قيامة لم تقم، وحسابٍ يبدو أنّ موعده ما يزال معلّقاً على حبل من الأمل الهشّ، وقد تهرّأ بفعل الشك بقوّة الحقّ، واليأس من عدالة أسيرة لمنطق المختلّة إنسانيّتهم والمعطوبة عقولهم وقيمهم وأرواحهم.

كان للعاشر من حزيران أن يكون عيداً وطنيّاً حقيقياً يحتفل به السوريون كل عام لو أن نفوق المجرم حافظ قد تبعه كنسٌ لكلّ القذارة التي خلفها، ومحاكمة لعائلة عتاة المجرمين وذيولهم الذين تفننوا في أساليب القتل والتدمير، وأوغلوا في نهب ثروات الدولة وهدم مؤسساتها، ونسف حواملها الإنسانية، وتحطيم بناها السياسية والاجتماعية والاقتصادية...، لكنّ عائلة الوحوش التي تنهش سورية وإنسانها التي درّبها وجوّعها وأطلقها النافق المقبور تحوّلت مع ميلاد الثورة إلى  قطعان من الضواري السائبة، تفتك بما تبقى من وطن الإنسان الأول على الأرض وتغتال كل ما يشهد على الحضارة السوريّة الإنسانيّة الباسقة، تؤازرها وتمكن لها الاستمرار في عدوانها ووحشيّتها حكومة خفيّة من المجرمين تحكم القبض على عنق العالم وتمنح الرخصة للطغاة المجرمين باستخدام كل أدوات ووسائل البطش والتنكيل لسحق إرادة الشعوب الحالمة بالحرية، وإجهاض مشروعها في التغيير والبناء على أسس العدالة والمساواة وقيم المواطنة الحقّة.

يمكن الجزم بأنّ النموذج الأكثر تعبيراً عن صحة نظرية لومبروزو في الإنسان المجرم بالوراثة والفطرة هو عائلة الأسد الفارسيّة الأصل والمآل، إذ لا تكاد تنبو عن واحدهم سمة من عشرات السمات البيولوجية والنفسية والسلوكية التي تميّز المجرمين بالوراثة وفق تصنيفات هذا العالم، فهذه العائلة المنحطة ليست أكثر من طائفة همجية من الشذاذ المختلين إنسانياً والمعطوبين نفسياً وأخلاقياً، إنهم كائنات بدائية تفتقد للحدّ الأدنى من التحضر وتنعدم فيها الأخلاق والمشاعر، كتلة دبقة من الطمع والغدر تمتهن الإجرام عملاً لائقاً بطبيعة أفرادها المعتلّة وبتكوينهم الشاذّ، إنهم مطلق الحقد والكراهية لكلّ ما يمتّ للإنسانية وقيمها السامية ومبادئها العليا المستلهمة للحق والخير والجمال، ليس ثمّة جدوى من محاولة إصلاحهم أو التعديل في جيناتهم ومورثاتهم المطبوعة على الشرّ والمفطورة على الإجرام، إنّ إنقاذ البشرية من ويلات هذه العائلة المجرمة هي في الحبس والعزل الأبديين وصولاً إلى انقراضهم.

 

علي محمد شريف

رئيس القسم الثقافي 

Whatsapp