كان حلماً


 

 

وزرَعْنا
إنّما لم نحصدِ
قصةٌ أُخرى لنا...
يا سيّدي
ربّما الفئرانُ كانتْ بعضَ ما
أَوْقَفَ الرّحلةَ قبلَ الموعدِ
ربّما...
أو أنّها الرّيحُ، وما
كانَ منها ذاتَ يومٍ أَسْوَدِ
كثرتْ أعداؤُنا...
والحقلُ ما
عادَ للرّيحانِ والوردِ النَّدي
خطوةٌ...
نحو المَدى كانتْ لنا...
والمَدى للعاشقِ أرقى مَقْصَدِ
خطوةٌ للحُلُمِ الأخضرِ... أو
أنّها شهقةُ قلبٍ مُجْهَدِ
ضاقَ بالقبرِ،
فألقى سرَّهُ
للمسافاتِ،
عسى أنْ...
أو قدِ
خطوةٌ، حبّةُ قمحٍ، علَّها
تبعثُ الدفءَ بليلِ المَعْبَدِ
ما الّذي صارَ؟...
وكيف ارتطمتْ
سفنُ العشقِ ببابٍ موصَدِ؟
كيفَ قطعانُ الأسى صارتْ يداً
وغدتْ أحلامُنا ألفَ يدِ
فطوينا صُحُفَ الوعدِ،
انتهتْ
حربُنا، تلك الّتي لم تبتدِ
وحزمْنا حزنَونا، لا وجهةً
نقصدُ اليومَو، وأنّى نهتدي

فشراعٌ نضربُ الوقتَ بهِ
وضياعٌ في دجى الصَّمتِ الرّدي
وحَلِمْنا...
ألفُ خطٍّ أحمرٍ
رسمَ البغيُ على دربِ الغدِ
وحَلِمْنا...
غَدَرَ الحلمُ بنا
فزَرَعْنا إنّما لم نحصدِ.

 

 

عبد القادر حمّود

شاعر وكاتب سوري


 

Whatsapp