هذه ليلاك ليلى العامرية
تجلس في فناء البيت
وترقب الدرب الطويل
ودموعها تجري على خديها
فبكت وأغرقها البكاء
تهفو الى الماضي وتقرأ ما مضى
سطراً فسطراً في كتاب
ضاقت بها الدنيا وضاق بها الخباء
ما لذت الدنيا بعينيها
وقيسٌ لم يعد يلقي عصا التسيار عند خبائها
والوجدُ يضنيه ويمسح عندها تعب الرحيل
غام الصباح بناظريها واعترتها رعشةٌ
فيما السؤال يا ليلى؟
وأنت لا تدرين ما المقصود من هذا السؤال !!
وجدائلٌ وضفائرٌ رفت رفيف الأقحوان
فتخيلت واشتط الخيال
ونسائم عند الصباح
رفيفها مسك على تلك الرمال
رباه قيس لم يعد...
كم وقفت بجرحك الدامي على هذا الخباء
ولكم تحدثنا وإن طال العتاب
فحديثنا أحلى من الشهد المذاب
ويح المنايا كم شموس ترتمي
في عصفهن وكم نجوم أصبحت تحت التراب
ويح الردى العاتية
أتخبو نجمة بالأمس كانت تملأ الافق ضياء
وترنحت أعطافها تيها وهامت وهي في كبد السماء
أيموت قيسٌ تاركاً ليلاه ليلى العامرية
أيموت ويطويه الفناء
ما مات قيس لا ولا ليلى العامرية
نجدٌ غداً يطوى ويفنى أهله
وقصيد قيس ماثلٌ باقٍ الى يوم الحساب