في وَضَحِ الخَديعَة
بِاسْمِ العُراةِ بكلِّ أرضٍ
بِاسْمِ كلِّ الجائعينْ
أتلمَّسُ الشَّوكَ المبجَّلِ في حنايا الرُّوحِ، والأعصابِ...
ملتحفاً خَواءِ الوقتِ
مرميّاً كما لو أنّني ما كنتُ قَطُّ
ولم يكنْ لي مرتعٌ بين (الدَّخولِ فحوملٍ)
أو في مكانٍ آخرٍ
فاضتْ بهِ الألوانُ من فَرْطِ الصَّبابةِ والحنينْ
***
(أنا لستُ ذئباً كي أعبِّرَ بالعواءِ
ولستُ وعلاً كي أعبّر بالهربْ
أنا بعضُ عشقٍ شرَّدَتْهُ الرِّيحُ...
واختلطتْ معانيهِ بأسرارِ التَّعبْ
ألأنَّ قلبيَ يشبهُ الأشجارَ...
حاصرني الصَّقيعُ
فصرتُ ذكرى من حطبْ
لغتي انطفاءُ الوقتِ في جسدي...
وأغنيتي
سؤالٌ خلفَ آلافِ الحُجُبْ)
***
اليومَ...
في وَضَحِ الخديعةِ
قبلَ أن أُلقي التَّحِيَّةَ...
أمطرتْ غازاً وكبريتاً وآهاتٍ طِوالْ
حاولتُ أن أسترجعَ الأمسَ القريبَ...
تفسَّختْ نبراتُ عشقي في غياباتِ التَّجاهلِ
والْتَوَتْ قبلَ البلوغِ براعمي
فلقد شربْتُ مرارةَ الإجهاضِ واحترقتْ
بنار القهرِ كلُّ مواسمي
وبقيتُ وحديَ خلفَ قضبانِ الأسى
لا رملَ يدفنُ جثَّتي،
لا ليلَ يحجبُ أعينَ الغربان...
عنّي
لا
ولا...
وتدورُ شتّى المفرداتُ...
تدورُ في فَلَكِ السُّؤالْ
***
(ليس القناعُ
وإنّما وجهٌ قبيحٌ من تولّى قتلَ روحي
كنتُ في بستانِ جدّي بين أسرارِ الزَّمنْ
وهناكَ كانتْ طفلةٌ (من حيِّنا)
فكَّتْ ملاقطَ شعرِها
فتراقصتْ في كلِّ ناحيةٍ معاني الشَّوقِ
وانبعثتْ خِلالَ العشقِ /رائحةُ الوطنْ/
وتقافَزَ الغربانُ...
فالأحلامُ مَحْضُ هواجسٍ
تحتَ الرّكامْ
تلهو بها كفُّ الظَّلامْ...
وتقافزَ الغربانُ
فاللَّحظاتُ إيقاعُ الرّطوبةِ والعفنْ).
***
(مهلاً، /قفا نبكِ الدِّيارَ وأهلَها/
عفواً، فما للحبّ في أرضي أثرْ
حطّت على وجعي قبائلُ نقمةٍ
نهبتْ معانيَّ البديعةَ والصّوَرْ
قد كانَ ليْ شجرٌ أنامُ بظلِّهِ
وأتى الهجيرُ فلا ظلالٌ... لا شجرْ
أنا لم أسرْ نحو الدّجى بإرادتي
لكنْ دُفِعْتُ إلى عميقاتِ الحفرْ)
***
(بِاسْمِ العراةِ بكلِّ أرضٍ
بِاسْمِ كلِّ الجائعينْ
تتسلَّقُ الأسماءُ أعمدةَ المعاني الطيِّبَةْ
تتساقطُ الأوراقُ عن كلِّ البَغايا...
والخديعةُ تلتوي
أشلاءَ وقتٍ هارِبَةْ
وتعودُ للمزمارِ أنفاسُ المَراعي...
قبلةٌ، أو قبلتانِ
وترتقي معراجَ موعدِها يماماتُ الحنينْ)
عبد القادر حمّود
شاعر وكاتب سوري
