في غازي عنتاب: اللاجئون السوريون والقضايا المُلِحَّة


شهدت المدن التركية منذ بدء الحرب في سورية، تدفقًا كبيرًا من اللاجئين السوريين الذين تعرضوا لأصعب ظروف الحرب وظروف معيشية صعبة. لجأوا إلى تركيا بحثًا عن الإقامة والعمل واستكمال التعليم. وتعتبر مدينة غازي عنتاب التركية وجهة للعديد من السوريين، حيث يقدر عددهم بأكثر من نصف مليون نسمة. وعلى الرغم من وجود تشابه كبير في الثقافات والمعتقدات الدينية بين البلدين، إلا أن هناك العديد من الاختلافات التي أدت إلى حدوث مشاكل وتحديات في تعايش السوريين في تركيا واندماجهم مع الشعب التركي.

إحدى المشاكل الرئيسية هي مشكلة اللغة، حيث تعتبر العائق الأكبر للعديد من السوريين في التواصل مع الشعب التركي في مختلف المجالات، بما في ذلك المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني والمدارس والجامعات وغيرها. تتسبب صعوبة التواصل اللغوي في تعقيد العمليات الحكومية والتعليمية والاجتماعية وتؤثر سلبًا على فرص الاندماج الفعّالة.

بالإضافة إلى ذلك، تواجه العديد من العائلات السورية صعوبة في الحصول على مأوى مناسب نتيجة ارتفاع أسعار الإيجارات. يجد البعض أنفسهم مضطرين للعيش في مساكن غير صحية وبعيدة عن الظروف المطلوبة للحياة الكريمة. إلى جانب ذلك، يواجه السوريون تحديات مالية أخرى مثل أجور العمل المنخفضة وسوء المعيشة، مما يؤثر على جودة حياتهم بشكل عام.

تعد مشاكل البيروقراطية أيضًا واحدة من القضايا الرئيسية التي تعوق عملية استقبال السوريين في تركيا. فعلى سبيل المثال، يواجه اللاجئون السوريون صعوبات في الحصول على هوية مؤقتة، وهذا الأمر ضروري للوصول إلى الخدمات العامة مثل الرعاية الصحية.

علاوة على ذلك، يواجه الطلاب السوريون صعوبات في مجال التعليم على جميع المستويات، بدءًا من المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الجامعية. تعتبر قلة المنح الدراسية وتكاليف التعليم والمواصلات وأجور الجامعات المرتفعة عائقًا أمام السوريين لتحقيق تعليمهم بشكل كامل.

من جانب آخر  هناك معوقات من جانب السوريين أنفسهم  حيث إن جهلهم بالقوانين التركية إضافة إلى عدم مراعاتهم  خصوصية ثقافة الشعب التركي وعاداته وتقاليده  ونمط عيشه  يجعل الهوة واسعة والفوارق جلية  يجب الإسهام في تذليلها  لتسهيل عملية الدمج والصهر بين المجتمعين   لتذوب تلك الفوارق وتختفي.

وقد تؤدي جميع هذه الظروف والمشاكل التي يواجهها السوريون في تركيا، وبالتحديد في مدينة غازي عنتاب، إلى تعميق التباعد بين الشعبين التركي والسوري وتهديد العلاقات المستقبلية بينهما. لذلك كان لابد من أن نولي اهتمامًا خاصًا لهذه المشاكل ونعمل على إيجاد حلول شاملة ومستدامة لها لتحقيق تعايش فعّال ومثمر بين السوريين والأتراك في تركيا.

روان السمرة الرمو 

Whatsapp