القتل الإنساني


صبحي دسوقي:
انتهى حفل الألعاب النارية ضد نظام الأسد المجرم والذي شاركت في إحيائه عدداً من دول العالم الكبرى (أمريكا - فرنسا - إنكلترا)، بالاتفاق مع روسيا والموافقة المطلقة من قبل إيران ونظام الأسد.
الانتصار والبهجة يشمل جميع المشاركين، والكل خرج سعيداً بانتهاء هذا الحفل الاستعراضي إلا الشعب السوري الذي خرج خاسراً، مع اتفاق الجميع على استمرار إبادته لكل سوري ثار على نظام القتل والإجرام، والاتفاق بين هذه الدول على تهجير ما تبقى منه، مع إرسالهم برقيات تهنئة لبشار الأسد على حسن إدارته لعمليات الإبادة والطلب منه برجاء عدم استخدام الأسلحة الكيميائية مرة أخرى مع التهديد بالغضب منه وإرغامهم على العودة مرة أخرى لاستكمال مسلسل محاربته، مع تأكيدهم أنهم لا يريدون تغيير النظام.
لأن الضربة العسكرية من قبل التحالف الثلاثي جاءت لتقوي النظام السوري وتمنحه شرعية ليفعل ما شاء بحجة أنه (ممانع ومقاوم وعدو لإسرائيل وأمريكا). وأكد الباحث الإسرائيلي (ايدي كوهين): لا توجد دولة في العالم تريد إسقاط الأسد حتى (إسرائيل) لن تسمح بإسقاطه لأنه يحمي حدودها منذ عام1967 تصريحات الرئيس الأمريكي (ترامب) على (التويتر) ألهبت المشاعر مع ارتفاع سقف التوقعات، فقد هدد بالقضاء على (الحيوان) بشار الأسد وفق وصفه، مع إخراج إيران والميليشيات الشيعية من الأراضي السورية، أيام مرت وسقف تهديداته يرتفع مع تسريبه لروسيا المواقع التي ينوي قصفها، مما أتاح لنظام الإجرام الأسدي نقل الأسلحة والمعدات والذخائر وجنوده القتلة إلى أماكن أخرى آمنة.
لعبة دولية تضاف إلى جرائم الدول التي شاركت في قتل الشعب السوري، والدول التي حمت النظام القاتل ودعمته، والدول التي حرمت الشعب السوري من الحصول على الأسلحة التي تمكنه من حماية المدنيين، وإسقاط النظام القاتل.
سبع سنوات مرت على الشعب السوري وهو يعاني من تآمر العالم وخذلانه، ومن وقوفه مع النظام المجرم وتزويده بمعدات القتل والأسلحة المتطورة والمال، والمؤلم أن هناك دولاً عربية وإسلامية وقفت ولا تزال مع النظام المجرم، وهي تتكفل بدفع فاتورة دماء السوريين. من فضائل الثورة السورية أنها كاشفة للجميع، وقد أسقطت الأقنعة عن وجوه من يدعون الحضارة والإنسانية، ويتشدقون بحقوق الإنسان، كما فضحت دور الأمم المتحدة ومجلس الأمن الداعم لنظام بشار المجرم. نعم لقد تصافح القادة القتلة، وقبضوا ثمن تدمير سوريا وتهجير أهلها، وتبادلوا أنخاب الانتصار على دماء السوريين.
وحدها تركية من تضمد جراح السوريين وتكفكف دموعهم، ولأنها وقفت مع الشعب السوري فهي تدفع ثمن موقفها الإنساني هذا، وتحارب من قبل كل دول العالم الاستعمارية، التي تسعى بكل قواها لإضعاف تركيا ووضع العراقيل والمصاعب أمام تطورها ونموها.

 

Whatsapp