حكاية الحالمين


رحلة إلى الذات مع إشراق وفجر ومنبر الشام، ستون كاتبًا وصحفيًا وإعلاميًا وسياسيًا سوريًا، ومن الجنسين، اجتمعوا على مدار أربعة أيام، وثلاث ليال، في انقرة واسطنبول، بمناسبة احتفالية صدور صحيفة اشراق وراديو فجر، برعاية القناة التركية الاعلامية الرسمية (TRT).
تضمن البرنامج لقاء مع نائب المدير العام للقناة، وزيارة للبرلمان، وندوة سياسية إعلامية في مركز الأبحاث (SETA).
ذكرتني هذه الرحلة بالكاتب الارجنتيني بورخيس وقصته القصيرة "حكاية الحالمين" التي تحكي عن التاجر المصري الذي حلم بكنز في اصفهان فسافر نحو غايته، ليقبض عليه بتهمة سرقة جرت هناك، ويخبر التاجر المصري المحققَ الحقيقةَ، وما أن ينهي حكايته، يضحك المحقق ساخرًا بأنه رأى حلمًا بكنز مدفون في بيت بالقاهرة، فيه حديقة وساعة شمسية وشجرة تين، وخلف شجرة التين عين ماء والكنز تحت العين، فيعود التاجر المصري بسرعة ويبحث في (عين ماء) داره عن الكنز فيجده.
هذه الحكاية التي خطفها (باولو كويللو) ليصنع رواية (الخيميائي)، رأيتها تتحقق في هذه الرحلة، لقد حققنا - بفضل الله، ومبادرة اختيار أسماء سياسية وفكرية من قبل إشراق وراديو فجر ومنظمة منبر الشام-  قفزة نوعية، لقد اجتمع صاحب الفكر القومي مع الإسلامي مع العلماني. 
وكانت اللوحة جميلة تجد الأستاذ (حسن النيفي) في جلسة ود مع الأستاذ (سعد وفائي) وكانا ضمن حزب واحد ثم انفصلا، كم كانت اللوحة رائعة حين ترى الاسلامي الدكتور (نوح حمدان) يناقش الأستاذ (نبيل قسيس) حول حوار الأديان والمسامحة، كم كانت اللوحة جميلة أن تجد شخصًا من حزب قومي عربي يحاور شخصًا من حزب قومي كردي بكل محبة وود. 
  الصورة الجماعية أمامي، لوحة سورية بكل ألوانها، يتحاورون عن سورية يتعرفون على بعضهم، يأكلون ذات الطعام، يركبون حافلة واحدة، ولهم ذات الهدف، لقد تحول ميكروفون الحافلة إلى إذاعة متنقلة، استغلت الزمن الضائع بالتعرف على بعضها البعض وطرح أفكار وآراء وساهم الفنان (أحمد شكري) بتلطيف الجو بأغاني تراثية تجمع الجميع، تلك هي لوحة سورية. 
كانت الاحتفالية لتعريف الإعلام التركي بالكتاب والصحفيين والاعلاميين السوريين ولكن في الحقيقة كانت اكتشاف السوريين لذاتهم. 

 

علاء الدين حسو

Whatsapp