هكذا ولد الفجر ومنه بدأ الإشراق بمد إشعاعاته نحو السماء لطرد الظلام. ففي الظلام الدامس يحلم الإنسان بالفجر الذي يوحي على أن الإشراق من بعده، وعليه تُبْنى الآمال.
يبدو بشكل واضح على أن ولادة راديو (فجر) حملت معها معاني وبشرى الشروق لتولد (إشراق) صحيفة تحمل أجمل ما يحمله الإنسان السوري في فكره وأصدق المعاني للتعبير عن آمال وطموحات الشعب السوري في هذا الزمن (الغدار) الذي شكَّلَ عبئاً ثقيلاً ومرحلة من المآسي والحزن جراء حربٍ أشعلها النظام المستبد الظالم في وجه الأحرار، ومحاصرة الشعب بين أعماله الإجرامية ونيران الإرهاب.
وكان لابد من لسان حال شعب ينطق بما هو أعمق من الإنشاء والبلاغة في الكلام، صادقاً في تعابيره ووصفه للحالة من خلال الإبداعات المختلفة من (الأدب والفنون وكذلك توصيف الحالة السياسية والاجتماعية والأمنية من خلال تحليلات موضوعية وواقعية لإنتاج ما هو مجدي والدعوة إلى الحلول السلمية وإنقاذ ما تبقى من سوريا وشعبها التواق لإعادة حريته وكرامته في ظل نظام تعددي ديمقراطي تشاركي).
لضرورة المرحلة كانت المبادرة من الخيّرين والمبدعين في إيجاد هذين المنبرين التوأمين (راديو فجر وصحيفة إشراق) بحلة وشوق كلها أملٌ في أن يكونا صوتاً للأحرار من السوريين، بعيداً عن الأجندات الدولية التي اقتحمت الحالة السورية وشوهتها خدمة لمصالحها على حساب الثورة التي عقد الشعب السوري آمالاً عليها للخلاص من الظلم والاضطهاد.
يبدو أن قدر (راديو فجر وصحيفة إشراق) كان حتمياً بأن يحملا مسؤولية التعبير عن الحالة السورية وثورتها وبلغات متعددة (العربية والكردية والتركية) للتأكيد على أن قدر هذه القوميات أن تعيش على جغرافية مشتركة بتوافق واتفاق عميقين كجسد واحد، وبيان ألاعيب النظام على حبل التفرقة بين مكونات الشعب السوري الأثنية والدينية خدمة لبقائه على رأس السلطة.
وبفخر واعتزاز انضم العشرات من الكتاب والإعلاميين والفنانين الأحرار من السوريين وكذلك العديد منهم من تركيا والعديد من الدول العربية دعماً لهذه الصحيفة الغراء وإنجاح تجربتها الصادقة منذ ثلاثة أعوام.
إستمرار هذين المنبرين شكل لفتة جدية لدى من تابع أنشطتهما في مجال البث الإذاعي وإصدارات صحفية وصدقيتهما في نقل الوقائع والحقائق على كل المستويات، مما فرضا احترامهما على المتابعين لهما.
فكان لوكالة تركيا للإذاعة والتلفزيون (TRT) فخراً كما عبر ممثلين عنها في الاحتفالية التي أقامتها هذه الوكالة للقائمين على (راديو فجر وصحيفة إشراق) بمناسبة مرور ثلاثة أعوام لانطلاقتهما وبإمكانيات متواضعة - نستطيع القول تطوعية من العائلة التي تشارك في التحضير والصدور وكتابها الأحرار وكذلك المشاركين في راديو فجر - حيث أن لمؤسسة (بلبل زادة) برئاسة المفكر (تورغاي آلدمير) الدور الفاعل في عملية استمرار المنبرين، وكذلك منبر الشام الذي يشرف عليه الأستاذ (جمال مصطفى). الاحتفالية الرائعة التي تمت إقامتها في أنقرة يومي 10-11 أيار تخللتها العديد من اللقاءات المثمرة وكذلك في استنبول يومي 12-13 أيار بمشاركة العشرات من الكتاب والأدباء والصحفيين والفنانين وكذلك مشاركة العديد ممن يمثلون (TRT) مع أنشطة رائعة وبرنامج مليء بالحيوية والاقتدار.
حقيقة، على ما يبدو أن خدمات (راديو فجر وصحيفة إشراق) كان يستحقان ذلك الاهتمام والتقدير من خلال استقبال القائمين والداعمين ومشاركيهما في أنقرة واستنبول مما أدى إلى تشجيع الفاعلين لتطوير المنبرين إلى حالة أفضل وأداء دورهما بأحسن الحال يليقان بما يستحقه الشعب السوري في هذه المرحلة الحرجة من حياته.
مبروك لراديو فجر وصحيفة إشراق يوم ميلادهما، وأتمنى لهما مستقبلاً كله حيوية ونشاط وتمثيل رائع لضمير شعبنا في الحرية والكرامة، وأنا كوني مشارك في إنتاج القسم الكردي في الصحيفة وكاتبها سأبذل ما بوسعي أن أكون على مستوى إشراق وأكون إحدى شعاعاتها التي تدفع بالظلام إلى الأفول وتشرق شمس الحرية على شعبنا وبلدنا الحبيب سوريا.
ولا بد أن أوجه تحياتي من القلب لكل المشاركين والمشاركات في الاحتفال والأنشطة التي شكلت حقلاً من الزهور والورود المختلفة الألوان التي كانت تفوح منها أطيب النسائم المحملة بأغنى العطور، وقد سطرت في ذاكرتنا أجمل الذكريات التي لا يمكن إزالتها عبر الزمن.
الأعزاء الأستاذ (صبحي دسوقي) والرائع (علاء الدين حسو) والمحترمين المفكر (تورغاي آلدمير) والأستاذ (جمال مصطفى) في مقدمة الداعمين والمبادرين بشكل خلاّق، لكم شكري وتحياتي القلبية، كما أشكر كل الزملاء والأصدقاء، وأقبلهم واحداً واحداً وأتمنى لهم التوفيق والنجاح والسعادة الدائمة.
أحمد قاسم