المنطقة الآمنة


تعود فكرة المنطقة الآمنة إلى الوجود، بعد إعلان أمريكا عن أهمية إحداثها، في محاولة أخيرة منها للعب بالأوراق وخلطها، رغبة منها بحماية الميليشيات الانفصالية، وإقناع الأتراك أنها قامت بطرحها من أجلهم.

أمريكا رفضت في الماضي أن تقيم مناطق آمنة للسوريين الثائرين على نظام بشار رغم استخدامه السلاح الكيميائي، متجاهلة الاقتراح التركي لحماية المدنيين السوريين، والآن تريد إقامة منطقة آمنة للانفصاليين من حزب البيدي.

وتركية أعلنت عن انتهائها من وضع خطة واستراتيجية خاصة بإنشاء المنطقة الآمنة في الشمال السوري، مؤكدة أنها تجسيد لفكرة إنشاء المنطقة الآمنة شمال سوريا منذ عام 2012 بفضل مبادرات الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، وبعد إعلان تركيا عزمها إطلاق عملية عسكرية جديدة في منطقة شرق الفرات، أعاد الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" فكرة إنشاء منطقة آمنة بعمق 32 كيلو متراً في الشمال السوري.

الخطة التركية الخاصة بإنشاء المنطقة الآمنة، تتمثل بالنقاط التالية:

- أولوية إعلان حدود المنطقة الآمنة من قبل الأمم المتحدة وحلف الناتو،  

  بهدف إضافة شرعية دولية للمنطقة.

- تأمين المدنيين وحمايتهم يُعد بمثابة العمود الفقري للمنطقة، وذلك من  

  خلال دحر الإرهابيين ومنعهم من تنفيذ أي هجوم آخر، بحيث يتمكن اللاجئون السوريون من العودة إلى بلادهم والإقامة فيها.

- تخضع المنطقة الآمنة لسيطرة القوات التركية المسلحة والجيش السوري الحر.

- لن يُسمح بحماية المنظمات الإرهابية من خلال إنشاء مناطق "حظر طيران".

- تركيا ستكون قادرة على الرد الفوري في حال وقوع أي هجوم إرهابي في المنطقة.

 

- توفير الحماية للمدنيين في المنطقة الآمنة من ظلم نظام الأسد المستبد إضافة إلى المنظمات الإرهابية، والعمل على إعادة الحياة إلى طبيعتها في المنطقة.

- تتولى إدارة المنطقة المجالس المحلية المشكّلة من سكانها.

- يتم تحديد المجموعات المحلية المسؤولة عن أمن المنطقة من قبل تركيا والولايات المتحدة الأمريكية عقب دحر الإرهابيين منها.

المنطقة الآمنة لا زالت على طرفي نقيض بين الرغبة الأمريكية والإرادة التركية، فتركيا تريدها منطقة تضمن الأمان للسوريين وتضمن عودتهم وتحقق استقرارهم، وأمريكا تريدها مجرد ممر آمن يضمن سلامة الفصائل الانفصالية.

الشعب السوري الذي أرغم على اللجوء والهجرة بعيداً عن وطنه، والذي عانى طوال ثماني سنوات من آلام اللجوء، يحلم بالعودة إلى وطنه تحت الحماية الإنسانية التركية، لأنه عانى كثيراً من القتل وتدمير مدنه على يد سلاح الجو الأمريكي بحجة محاربة الإرهاب، وهو لا يثق بأمريكا، لأنها بمواقفها أثبتت أنها تتاجر بكل شيء ولا يهمها سوى تحقيق الأرباح ، وحتى لو أبيد الشعب السوري بأكمله ولو دمرت كل سوريا فهذا لا يعنيها، لأنها معنية بحماية إسرائيل، وتحقيق أمنها وقوتها من خلال اتباعها سياسات تقسيمية بالمنطقة تهدف إلى إضعاف الدول العربية والإسلامية وشعوبها، وتحقيق القوة لإسرائيل.

 
Whatsapp