لفت نظري سؤال من أحد أقاربي على الفيس:
أريد معرفة ماذا كتب ترامب على هذه الورقة التي أهدى فيها الجولان إلى نتنياهو، حصر إرث مثلاً أم سند ملكية؟ هل الطابو باسم أمه لترامب سابقاً؟! ماهي الورقة بالضبط؟ سؤال جدي بعيداً عن منطق القوة أو أن أمريكا شرطي العالم! ما هو المكتوب من الناحية الشرعية وماهي نوع الورقة التي أعطيت لنتنياهو؟
فأخذت معظم ما تداوله السوريين ولنعتبره من آراء الشارع السوري، قبل أي شيء أريد أن أوجه تحية لسلام الزعتري الذي واجه (علي الديك) على الشاشة مباشرة بأن رئيسك باع الجولان من زمن ليس بالبعيد، لا يهمنا ما كان رد الديك عليه فكل ديك على مزبلته صياح.
عند تقديم وعد بلفور لليهود، كان العرب خارج التاريخ، وعندما وعد ترامب الاسرائيليين بالجولان، كان العرب قد انقرضوا منذ عقود، (ووئام وهاب) مستنفر وأصبعه على الزناد: (أبشر يا جولان؟؟؟ مادام فينا رمق وذاكرة سنستعيدك).
رسالة من أهالي الجولان المبعثرين في الشتات إلى إخوة التراب والدم السوريين أولاً أما البقية فانصتوا للحديث:
كان يا ما كان هناك أرض تدعى الجولان تهجر منها أهالي 150قرية ونكبوا وسموا نازحين وتركتموهم يصارعون الحياة وتنمرتم عليهم، تركتموهم يكابدون حرباً جديدة وهي حرب الوجود واثبات الذات حتى انسيتموهم حروب العودة والتحرير وما عدنا نتحدث عنها إلا في سهراتنا مع السلف من آباءنا وأمهاتنا وكان عزاؤنا دمشق سلوى كل لاجئ ونازح، كنا قد بدأنا نوهم أنفسنا أنها بلدنا العوض عن قرانا المسلوبة، ولم تسلم وطارت هي الأخرى، وصارت دمشق والجولان في ذمة الشيطان نسأل الله ردهما عاجلاً غير أجل، يا رب، سوريا كلها طارت وقولوا يا رب سلم ، الأب باع الجولان لإسرائيل والابن باع سوريا كلها لروسيا وإيران،
الأسد جهز جيشاً عرمرماً أوله في البهلولية وآخره في القرداحة، متجهاً باتجاه الجولان لتحريره، يسير بخطىً ثابتة على وقع أغنية علي الديك "حان التحرير ولك علوش"، مما سبّب هلعاً وذعراً شديداً في إسرائيل، وتدافع اليهود إلى الملاجئ بعد إطلاق صافرات الإنذار.
سيبقى الجولان لسوريا، إن بقيت سوريا للسوريين:
الإعلام الموالي يكشف عن تحضير النظام لمهاجمة منطقة في إدلب كنت أظن أنها الجولان!، لو كنت الآن مكان نتنياهو لأهديت الأسد الجولان عوضاً عن أخذها منه لكي أنقذه في هذه اللحظة التاريخية الحساسة جداً في مستقبل المنطقة، والتي تجعل اسرائيل بحاجة الى الأسد أكثر مما هو بحاجة اليها بعدما فقد كل أوراقه وأولها السيادة على وطنه ومن أقصاه الى أقصاه، فكما أن غباء العرب أوصلهم إلى الحضيض فغباء اسرائيل سيوصلها أيضاً كما هو متوقعاً إلى الزوال خلال السنوات القليلة القادمة.
بالنسبة لعلي الديك للمرة الثانية أي أحد يريد أن يقول أن حافظ الأسد باع الجولان يحضر معه نسخة من عقد البيع مصدقة من مختار المهاجرين وبعدها يأتي ليبيض عليه، باعتباره هو لا يبيض كونه ديك.
خلص الحكي ترامب في أزمة ورعب، ويقال إنه في طريقه للسرداب من خوفه ورعبه من بطش الجيش العربي السوري، من أنت يا ترامب؟ هذه الجملة زلزلت كيانه.
لن يتحرر الجولان بنظام شعاره البوط والتمثال، وجيش عقيدته التدمير والتعفيش،
نريد أن ننتصر على العدو الخارجي، وننسى أننا مهزومون في الداخل، فتحرير القرداحة أهم من تحرير الجولان، وطرد عصابة الأسد من الأراضي السورية،
أولى من طرد اليهود من الأراضي المحتلة في الوقت الحالي.
كتب الصديق محمد الحريري الفنان التشكيلي الرقي:
الجولان والعورة المكشوفة:
في صيف العام 1987 كنت وزملائي في معسكر إنتاجي بمدينة القنيطرة "المحررة" كنا نرسم ما تبقى من ملامح مدينة مهجورة ومدمرة عدا ثلاث بيوتات صغيرة مأهولة، كنا نقيم بمدينة "البعث" ونمر يومياً عبر حاجز لقوات ال UN حيث يتم التأكد من عدم وجود عناصر جيش بيننا، بعد أسبوع تقريباً تعرفت على صف ضابط مجند "رقاوي" وبعدها بدأ يأتي لعندي حيث أرسم يومياً نتجاذب أطراف الحديث عرفت منه أنه ممنوع على قوات الجيش الدخول للمدينة، فهم يلبسون لباس الشرطة كقوات حفظ أمن ونظام ومهمتهم استطلاعية في المنطقة حيث يرصدون بطرق بدائية قوات العدو الإسرائيلي من فوق بعض التلال العالية، بينما في الطرف المقابل يقع تل أبو الندى بارتفاعه الشاهق وأجهزة الرصد والرادارات العظيمة قال لي مرة بأن هذه الأجهزة ترصد حتى دمشق بينما هم "ياحسرتي" .
وقال: منذ فترة أرسلوا لأحد عناصرنا صورته وهو يفرغ مثانته بأحد الخرائب، أرسلوها مع قوات الفصل الدولية مكتوب عليها "شايفينك".
أنهيت المعسكر وعدت لمدينتي لأجد أمي قد أعطت مصاغها الذهبي لأم العقيد "فيصل غانم" مدير سجن تدمر كي تحصل على زيارة لأخي المعتقل هناك وفرحتها لا توصف إذ استطاعت مع والدي مقابلته لمدة عشر دقائق بعد مرور أكثر من خمس سنوات على اعتقاله.
كتب أحدهم: عجوز من الجولان دخل جندي يهودي عليه فوجدوه يطبق أثاث بيته، صرخ فيه الجندي: ماذا تفعل؟
أجابها العجوز: ماذا هل حافظ الأسد باعكم الجولان مفروشة؟
خمسون عاماً ونحن نقتل بذريعة تحرير الجولان، خمسون عاماً ونحن نموت،
والمسالخ لم تتوقف عن العمل دقيقة واحدة، والآن أصبحت سوريا للأسد، الجيش للنمر، الغناء للديك، ابتلينا بحيوانات ليس لها مثيل على وجه الأرض.
أسرع حل لتحرير الجولان، وطرد الاحتلال، حجاب من عند خامنئي.
إلهام حقي
صحفية وكاتبة سورية