صباح لصباحاتك طلّ فأمطر سرب حمام وعقد فراش وثوب ياسمين ورحل،
وطن ثائر مرّ أمامي، أرض وسماء وملامح شعب، فقلت له:
ضائعة أنا فآويني.. لا وطن.. لا قمر.. لا سماء أفرش تحتها وأستلقي وألقي تحت أرجلها همومي وأوجاعي، يا أيها الوطن المتحرك:
خذني لعينيك اللتان لا حدود لهما.
إزرعني براحتيك بذرة لزهرة، إجعل مني شخصاً يبعث للحياة حياة،
أرسم من وجهي الصامت منزلاً لمن لا سقف يغطيه، إجعل من صحراء ثغري أكلاً وغذاءً لكل جائع، إنحت من دموعي أنهاراً واروي كل ظمآن، إجعل من جسدي وطناً للحريات، حرِّر أنفسنا من بغضائنا
حررنا من حريتنا الجوفاء، افتح لنا الأبواب، شّرع لنا البحار
أصبحنا نكره الحدود، أصبحنا نعشق المدى
أي مكان يشعرنا أننا نستطيع أن نركض بلا توقف، اجعله وطناً أبدياً لنا، أي بحر نسبح فيه نبحر فيه نغرق فيه من دون اسم اجعله بحراً لنا، أي سماء تحمينا تمطرنا ارسمها فوقنا.
لا.. لا
لا تسألني أي علم تريدون، نحن لا نريد أعلاماً
لا نريد شعارات أو ألوان لا معنى لها لتدل علينا
نحن نحلم بكرامة بشجرة تدعى الحرية
بأرض تلملمنا تجمعنا تحمينا تدفئنا
لا اسم لها لا عنوان لها
لا وجود جغرافي لا حدود لها لا معالم
نحن نريد أرضاً سماء بحراً وطناً
يعرف معنى الحرية
ويجمعنا تحت شعار الحب والرحمة والإنسانية.
رامة اسماعيل
كاتبة وصحفية سورية