المعتقلون ...جرحنا النازف دوماً


منذ انطلاق الثورة في سورية في شهر آذار/مارس 2011 التي نادت بالحرية والكرامة والخلاص من نظام ديكتاتوري استولى على حكم سوريا لأكثر من خمسين عاماً، واجهها النظام بقوة وبطش شديدين، وحاربها بكل الوسائل والأسلحة المتوفرة بين يديه، لقد دعم العالم المجرم السفاح الأسد بكل وسائل الدعم والأسلحة التي تمكنه من قتل المزيد من الشعب السوري وإذلاله.

وركز على الاعتقال كوسيلة وحشية أراد من خلالها الإمعان في إذلال الشعب السوري، والقصص التي يرويها الخارجون من جحيم المعتقلات تدين العالم الداعم للأسد، والعالم الذي يدعي الحضارة ويتمسك بالشعارات البراقة الزائفة التي تؤكد على إنسانية الانسان وحقه بالحرية والكرامة.

أظهرت السنوات الماضية من عمر الثورة حجم الكراهية التي يختزنها الأسد ونظامه ضد السوريين الأحرار، فقد استخدم أبشع الوسائل لإعادة الشعب السوري إلى بيت الطاعة وحظيرة الأسد.

منذ انطلاق ثورة السوريين جوبهت بشعارات حاقدة من قبل النظام (الأسد أو نحرق البلد)، ونفذوا تهديدهم فأحرقوا البلد وقتلوا أكثر من مليون سوري، وأجبروا أكثر من تسعة ملايين من السوريين على ترك وطنهم والهرب إلى بلاد اللجوء للحفاظ على حياة أبنائهم وصون أعراض نسائهم.

قصص صادمة نسمعها فتصعقنا بقسوتها، ونهرب إلى عدم تصديقها لأنها تتحدث عن وحشية غير مسبوقة في التاريخ استخدمها النظام ضد الشعب السوري الحر.

كل أشكال التعذيب الوحشية مورست على السوريين من التعذيب اليومي وقلع أظافر المعتقلين وحرمانهم من الشراب والطعام والدواء، وصلبهم لأيام حتى تتخشب أجسادهم فيفارقون الحياة، مع الإذلال المستمر والإهانات والسباب وشتم الأعراض والدين، وإرغام المعتقلين على ترديد شعار (ربنا بشار)، وهناك المزيد من القصص الرهيبة التي يصعب روايتها عن التعذيب والاغتصاب، وكل من خرج من المعتقل خرج وهو يحمل عاهة دائمة ستلازمه مدى حياته، لأنهم يعمدون على حقن الذين سيفرج عنهم بمواد كيماوية تؤدي بهم إلى الإعاقة والشلل الدائم ، والكثير منهم إلى فقد القدرة على السير والنطق وحتى السمع.  

وليس آخرها الحديث عن قصص المعتقلات التي يسردنها بما يخص الأحداث المأساوية التي مررن بها، فظائع تدين وتلطخ وجه الإنسانية بالعار.

القيصر قام بإيصال 55 ألف صورة لمعتقلين قام النظام المجرم بتصفيتهم، واكتفى العالم بإقامة معارض لهذه الصور كي تكون في متناول من يريد رؤيتها، والاكتفاء بالمشاهدة والتصوير بجوارها للذكرى لا أكثر.

أي عالم نعيشه اليوم وأي قيم ومثل يتشدقون بها على الاعلام؟؟ وبالخفاء يستمرون بدعم النظام ويطلبون منه المزيد من القتل والوحشية.

والتساؤل المؤلم متى سيقدم العالم على إيقاف المجرم الأسد ونظامه عن تدمير المزيد من المدن وقتل المزيد من الشعب السوري؟؟

الأحداث تشير إلى أن العرب والمسلمين والعالم المتحضر سيستمرون في مراقبة إفناء الشعب السوري، والاكتفاء بالتهديد والتنديد والوعيد ليس إلا.

 

صبحي دسوقي   

رئيس التحرير

 

 

 
Whatsapp