المعتقلون في قلب الجحيم


كل اشكال الرعب الذي تتصوره وكل انواع الفزع الذي لا تستطيع أن تتخيله هو بعينه وأكثر ذلك الشريط من الصور الصادمة والكابوس المؤرق حتى اللا نهاية حيث تعجز افظع التعابير وابشع قصص المأسي ان تصور حال المعتقلين في أقبية المخابرات والمسالخ البشرية التي اعدها النظام الفاشي الطاغوتي لأبناء شعبنا الرازح نصف قرن تحت مطرقة الظلم والفساد والخوف فقد كان من المحرمات على السوريين الكلام والسؤال والأحلام بيوم يكون فيه الخلاص من ربق العبودية والذل وقيود السلطة المفرطة المتحكمة بكل شيء في حياة الناس حتى اعمارهم وأقدارهم ومصائرهم

ما أصعب ان يعيش الانسان في دولة تحكمها عصابة مارقة تختار زبانيتها بعناية فائقة مخافة ان يتسرب في صفوفها من يملك ذرة من ضمير او قيم او شرف او انسانية وهذه المبادئ ممنوعه ومرفوضه وخطيرة قد تقوض التركيبة الداخلية المحكمة بطريقة جهنمية لنظام لا يؤمن الا بالسطوة المطلقة التي تمنحه الحق المطلق للتحكم بالبلاد والعباد والماء والهواء والغذاء فالكل عبيد وعليهم السمع والطاعه لسيدهم ولي نعمتهم

ويبقى المعتقلين والمفقودين والمغيبين قسريا عبارة عن ارقام لاروح فيها ولا حياة طالما بقي العالم متفرجا عاجزا ان يتخذ اي موقف يردع الطغاة شذاذ الافاق ويردهم عن غيهم  

وسيبقى صراخهم خلف القضبان جرحا نازفا في ضمير الانسانية المريض المثقل بعار الصمت والسكوت

الى متى يستطيع المجتمع الدولي ممثلا بهيئاته ودوله وشعوبه لاعبا لدور شاهد الزور في مسرحية الدم الرهيبة التي مازال فيها الى اليوم عصابة الأسد تفعل كل الموبقات وأبشع الجرائم بحق الأبرياء لابد من ان يفيق ضمير الانسانية النائم وان غدا لناظره قريب

 

عاصي الحلاق

عضو تجمع المحامين السوريين الأحرار

 
 
Whatsapp