قصيدتان


في الغابة المجاورة

 

مشينا على نصل الخوف طويلاً   

بعد أن نمتْ أوراقنا

وصارت الفؤوس تسحق أنفاسنا بأسنان حادة  

" كان هذا فوق تربة البلاد المجرمة "

ثم نُقلنا إلى غابة مجاورة

بوجوه صفراء وسيارة صغيرة  

كنا كثراً يومها    

أنا والرجل الحالم

وخوف الرجل مدّعي الشجاعة

وطفلة تناغي الهواء

والعجوز المقعدة

وكرسيّها المتحرك أيضاً

عندها حذفنا وجوه أمهاتنا وأسمائهن  

خوفاً من حاجز طيار  

*

" طردتنا البلاد "

قلنا لحطّاب غريب  

فـالتقط صوراً فورية للحائنا

من زوايا عدّة

أراده واضحاً ويابساً

*

اليوم صرت خزانة أماني

على جدار غريب تماماً.

" لكِ حبلٌ وليّ سكين "

 

سأنتظركِ عند باب القصيدة الخلفي

كما فعل أصدقائي المتخلفين عن دفع فواتير نجاتهم  

لأُحمل معكِ الليالي المليئة بنباح الأرق  

ولتحملي معي الليالي المليئة بحروف العطش  

لنتناوب على سقاية حزني بالأخبار العاجلة   

كي يثمر جريمة نتقاسم أدواتها  

لكِ حبل  

وليّ سكين  

(**)

وضعوا قلادة الحزن في رقبتي

وقالوا:

أنت الآن مقبرة مفتوحة الاتجاهات

فلا بأس

إن وهبتَ عشبك لقتيل مجهول الهوية

(***)

سأترككِ مجدداً

إننا ذاهبون بكل فراغنا إلى الفراغ

أو

سنبحر إلى العدم بأشرعة مهترئة

سمّي الرحلة كما شئتِ

ففي النهاية ستكتبين

" اليوم تموت أيها القصير "

(****)

لا أفران في هذه المدينة

كي أقف في طوابيرها كـ قطرة متخثرة

أو لأنازع كريات العجز السمراء  

على رغيف صبر.

الفجر هنا يصلح لكتابة الدموع

ولاصطياد حذاء الخيبة فقط.

 

حسين الضاهر

شاعر وكاتب سوري

 

 
Whatsapp